مشاعر حزينة تملأ قلوبنا وتشعرنا بالضعف والألم، فلا أحد يشعر بمقدار هذا الحزن إلا الشخص نفسه، يتألم من الداخل ويدمع من صميم قلبه، يؤلمه الحزن كسهم يقطع أحشاءه، تعجز الكلمات عن وصفه لكن دموعه تكشفه،
الحزن صديق وفي يأتي كل مساء ، حيث كل الأعين نيام حيث هدأت كل الأنفاس يأتي ليفتح تلك العيون ويلهب تلك الأنفاس يأتي ليشعل جراحا أجهدنا أنفسنا طوال النهار لدفنها تحت الرماد يأتي الحزن لينسيك الكلمات لينسك المنطق لينسيك النور.
لتجلس وسط الظلام وحيدا تذرف الدموع ليقنعك أن علاج كل الجروح لا يأتي إلا بالدموع .
إن حزني راحة لفؤادي فهو حقا شعور بسيط لكنه عميق ودائم إنه يتسلل إلى نفسي ويسكن قرارها البعيد ويرفض أن يغادر تماما كما يرفض الصغير ترك غنيمة من الحلوى وقع عليها...
لقد صادقت حزني حتى تنفس الهواء معي، وأكل معي فحول مذاق كل شيء إلى عدم وشرب معي فحول كل شراب إلى علقم لكنه لا يغتالني ولا يقتلني إنه وقود ناري وطاقة حياتي القادمة إنه في فؤادي صديق دائم وفي لن أخونه أبدآ، أو ينكر علي أحد هذا الحزن العميق القابع في عيني؟
الحزن لا يودعنا فهو يعلم بل هو يؤمن أنه سيعود حتما سيعود فله حجرة في القلب كتب عليها اسمه مهما علاها الغبار ومهما طالت الأيام فسيعود شئنا أم أبينا.