لنا في سمـاهـا نُجُـومٌ زُهُـرْ
وفي وَجْنَتَيْها يَــدُومُ النَّـظَرْ
لها كلُّ يــومٍ يُحَاكُ الضّـررْ
ولكـنّ مِصْـرَ تُبِيـــدُ الشَّـرَرْ
تحلّتْ بصبرٍ عجيبٍ تَسَامَتْ
بِحِـلْــمٍ عـظيـــمٍ رَآهُ البَشَــرْ
بعــزمٍ قــويٍّ وسيــفٍ فتيّ
كسبنا التّحدي وحُــقَّ القَدَرْ
فتلك الجبالُ تَـدُكُّ الحصونَ
وتمحو السدودَ كَلمْحِ البَصَرْ
فلسنا الذين نقضنـا العهـود
فنحن الرّجال وأنتـم غَــرَرْ
ورثنا المعالى وخضنا المَغازي
فنحن الليــوث هَزَمْنَـا التَّتَـرْ
أبِعْتُـمْ عهـودَ المَليـكِ المُفَدَّى
بعهـدِ اليهـــودِ ومــالِ القَـذَرْ
فمصرُ السلامُ ومصرُ الحروبُ
فَشِئْـتُـمْ أَبَـيْـتُـمْ غنـمنـا الظَّفَرْ
حماهـا الإلـه بـديـنٍ عـزيـزٍ
وجيشٍ قـويٍّ يُذِيـبُ الحَجَـرْ
رُوَيْدًا رُوَيْـدًا لِوَهْــمٍ تَعَـالَى
فنحنُ الذيــنَ عَبَـرْنَا الخَطَرْ
فتلك الدنايـا وتلك المعــالي
فَكُـنْ مـا تـراهُ سَتَلْقَى العِبَـرْ
فهــذا الســّلام قريــبٌ زكيٌّ
إذا ما اهْتَدَيْتَ رَبِحْتَ الدُّرَرْ
وذاكَ انتحارٌ بحـرب الثريّا
سَتَفْنَى الدّيــارُ وما مِنْ أَثَـرْ
خطـوبٌ جسامٌ ونــارٌ تلظّى
سنشربٌ صَفْوًا وتلقى الكَدَرْ
فهلْ ما تــراهُ بعيــدٌ لِتَطْغَى
فأنتَ الضعيفُ كَلِيلُ البَصَرْ
فَسَالْمْ لتحيـا وتبقى السُّــدُودُ
وإلَّا دَهَـــاكَ عِنَــادُ الصِّغَـرْ