فى ليلة قارسة البرودة كليلتي هذه كنت عابراً بأحد المناطق الخاوية سكاناً التي يتخذها الحيوانات الضالة ملاذاً لهم فإذ فجأة قدمي تتعثر في شيء نائم علي الأرض ، فسقطت عندما اختل توازني ولعنت ذلك الحيوان وبداخلي غضب فاق عنان السماء وبداخلي نية الانتقام ، فذهبت نحوه لأري ماهية هذا الشيء ، فأصابتني حالة من الرهبة والدهشة ، يا للهول هذا رجل !!!
بملابس خفيفة ووجه شاحب وحجر في شكل وسادة ينام عليه وقدم تشققت من شدة البرودة.
وبداخلى أسئلةُ جمة من هذا وماذا يفعل هنا ؟
حتماً إنه بلا مأوي ، في تلك اللحظة أحمر لون الوجه فزعاً ، وقلبي ازداد خفقانه بسرعة هلعاً ، وأخذت أحادثه وصمته يقتلنى والححت عليه ولم يُجبنى ، فأمضيت في طريقى وسؤال يرهقنى ليس له رداً وهذا ما كان يذبحنى ، وتشتت عقلي والفكر ماليني أحقاً يعيش بيننا رجالُ بلا دينِ ؟ ، وعيني تنظر الي السماء وتخاطب مالكها ، فسقط دمعى وهو ليس بهين ربما لأن قلبى ليّن .
ولما رأي السحاب ذلك المنظر اللعينِ اغرورقت عيناه بالدمعِ حزينِ فسقطت لعلها تنقي ذاك الحجر الموجود داخل كثيرو المال ناقصو اليقينِ .
في يوم سيتجرد فيه كل طاغٍ من ماله وجاهه وسلطانه ويقول( مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ) ،
يوم يتجمع كل طغاة الأرض وملوكها أمام الملك الواحد القهار ، ويقول رب العزة لمن المُلْك اليوم ؟ هل من مُجيب !! قطعاً لا ،
فيجيب رب العزة للمَلِك الواحد القهار .
أعلمتم من هو الفقير حقاً ؟
الفقير ليس فقير المالِ ، الفقير حقاً من وقف أمام الله وكتابه خالِ .