نادراً نتذكر معنى تلك الكلمة بهذا الزمان فمعظم المفاهيم العميقة تلاشت بفعل سرعة دوران الحياة.
فلا شك حياتنا اليوم تختلف عن الحياة بالأمس فكل شىء قد تغير حاضره عن ماضيه فأصبح مستقبله غير مرئي بغض النظر عن معطيات الحياة الوقتيه ...
نعم بالأمس الغير بعيد كانت الحياة مختلفة لاختلاف طبيعة البشر فكانت المفاهيم الرصينة راسخة بوجدانهم وكان الخير ينزف من نفوسهم لإيمانهم بأن من خلق الحياة خلق معها كل شئ حَسَن فاكتملت دنياهم لفهمهم لمعطياتها لهم ...
فمنذ ولادة جيلهم تمتعوا بخير آبائهم فأصبح السكن راجحاً بالنسبة لحياتهم بالرغم من نُدرة مالهم و قلة ذادهم ...
هيهات هيهات بين امسهم و يومنا ... فيومنا الحالي إختفي الخير و السكن معاً إلا من قلة من بني البشر بالرغم من زيادة أدوات حياتنا التي يمكنها ان تجعلنا ملوكاً داخل نفوسنا و سفراء لأنفسنا بين بني البشر ...
ولكن ذلك الأمر تبدد من مجتمعنا اليوم لقلة حيلتنا التي انتزعها انعدام الخير و السكن لدينا فلم نعد نرى إلا الحياة المتهالكة والرداءة الموحشة لها.
فلما كل ذلك يا سادة؟
باختصار أستطيع ان أقولها اليوم لكم إن الحياة لا تعطي شخصا غير معطاء لأن العطاء هو أساس الخير وإن الخير هو أساس الحمد و إن الحمد و الشكر هو أساس السكن ...
تلك هى المعادلة التى أجهزت علي كثير من بني البشر فمنهم من يطبق جزءا بسيطا من تلك المعادلة فينتظر مزيداً من الحياة دون جدوي فلن تعطى الدنيا شخصاً حمد و لم ير مجتمعه خير يده ولن يصل شخصاً للسكن طالما لم يُحسِن الشكر تطبيقاً منه لمعادلة الحياة فتنضح الدنيا له بالنتائج ...
نعم ليس الأمر سهلاً وإنما يحتاج لنفس طيبة خيرة بطبيعتها من داخلها فتعطى دون انتظار وتحمد وتشكر دون اشتراط فتلك هي حياة السكن ...
إذا أردتم السكن فعليكم بتطبيق مجريات أمورها فتتلون دنياكم لكم دون صعوبات مستمرة عليكم فالصعوبات تنشأ من نفس قدرت على ذاتها فخاب خيرها و ذهب حمدها و تعلق شكرها ففقدت سكنها.