قال الحسن البصرى (رضى الله عنه) يا بن آدم إنما أنت أنفاس وأيام، فإذا ذهب يومك فقد ذهب بعضك وإذا ذهب البعض فإنه أوشك أن يذهب الكل.
هذا هو حال الإنسان، فهو عبارة عن مجموعة من الأيام، وعندما يذهب يوم منهم يفقد الإنسان جزءاً من عمره، وهنا السؤال هل يوم أمس الذى مر من عمرنا ربحناه أم خسرناه؟.
أنعم الله علينا بعبادات يسيرة كثيرة وأمرنا بالقيام بها ولم يقتصر سبحانه وتعالى عبادته فى الصلاة والصيام فقط، لذلك يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه كل يوم وليلة، هل أحسن استغلال الجزء الذى رحل من عمره؟.
فلنأتى بورقة ونقسمها إلى نصفين ونكتب فى النصف الأول بعض الأعمال الحسنة ونكتب فى النصف الآخر بعض الأعمال السيئة، ولنبدأ بالأعمال الحسنة.
1. هل أتممت الصلاوات الخمس يوم أمس؟
2. هل تصدقت أمس ولو بقليل القليل؟
3. هل استغفرت الله أمس أثناء وقت فراغك؟
4. هل قرأت أو استمعت أمس للقليل من آيات القرآن؟
5. هل قمت أمس بالدعاء لله وأنت موقن بالإجابة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة).
6. هل قمت أمس بعبادة التأمل فى خلق الله؟ فقد ذهب أهل الفقه إلى أن عبادة التفكر فى خلق الله وقدرته خير من عبادة قيام الليل لأن الإنسان المفكر والمتدبر ينفع نفسه وغيره بعلمه، أما عبادة قيام الليل فقط فهى تنفع صاحبها دون غيره .
7. هل قمت أمس بعبادة جبر الخواطر؟ يقول الإمام سفيان الثورى : ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم .
8. هل قمت أمس بإيصال صلة رحم ولو بدقيقة من هاتفك؟
9. هل ذكرت أحد ممن حولك امس بطاعة الله ولو كان ابنك الصغير ؟
وفى النصف الاخر من الورقة اكتب فيها ما قمت به من اعمال سيئة امس
1. كم مرة سب لسانك احد وكم مرة كذبت
2. كم مرة اطلقت عينك على الحرام
3. كم مرة تفوهت بكلمات تخالف شرع الله
4. كم مرة اتيت بسيرة شخص بسوء
5. كم مرة خضت بلسانك فى اعراض اناس اخرين
6. هل اتقيت الله فى عملك ؟
قم بحساب كلا الصفين فى الورقة بأمانة وسوف تنزل عليك الصاعقة عندما تشاهد النتيجة .. فهذا ناتج يوم واحد من ايام عمرك التى مضت فما بالك بسنين عمرك السابقة.
فقد ذهب بعضك وسبقك إلى الآخرة وهو محمل بمعصية الله.. فأتق الله فيما هو باقى.