منذ سنوات عديدة بدأت الرقابة فى بلادنا تتناقص حتى وصلت إلى مرحلة شبه الاختفاء من قاموس حياتنا على الرغم من أننا أكبر دول العالم من حيث الجهاز الوظيفى، الذى يقدر ب 7 ملايين موظف يعمل منها مليون ونصف موظف تقريبا والبقية يتفرجون عليهم، ويطالبون بزيادة الرواتب وتحسين الأوضاع !! والمضحك المبكى فى نفس الوقت أنه لو نظرنا لأية جهة حكومية أو مؤسسة خاصة لوجدنا فيها فساد لاحد له وأنعدام للتخطيط أو التنفيذ كما هو المفروض فى كل دول العالم المتقدمة ولوجدنا فيها من أبالسة الأنس جماعات تعمل دوما على الفساد والإفساد تحت مسميات غريبة وخطط عجيبة - ولكن الله سبحانه وتعالى هو الحافظ لهذه الأرض المقدسة ولشعبها العظيم على مدى الدهور وإلى قيام الساعة...
من الأمثلة على غياب الرقابة والتى تخصص لها الدولة الإمكانيات البشرية والمالية كل عام الرقابة على الأغذية ونظافة المطاعم والأسواق والعاملين بها وما يسببه ذلك من إضافة ملايين المرضى الجدد كل عام إلى القطاع الصحى الغارق فى فوضى يعرفها كل مواطن، ونحتاج فى شرحها إلى مجلدات ومجلدات ولا نجد متوفرا عنها إلا كلام وتصريحات ومفبركات ووعود وخيالات لم يعد لها مكان لدى المواطن المصرى الذى كان يصدقها منذ سنوات وأصبح على درجة من الوعى تجعله يرفضها ويطالب بأفعال لا أقوال.
أين الرقابة على المدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة ومعامل الأدوية والمصانع وشركات الأستيراد التى تغرق البلاد ببضائع فاسدة وتمنع تسويق منتجاتنا المحلية أو تصديرها --- أين الرقابة على الآداب العامة - وعلى مهربى المخدرات بأنواعها ولماذا لاتكون هناك تصفية لهذا العدد الهائل من المقاهى والنوادى غير المرخصة – أين الرقابة على أطفال الشوارع الذين يقدر عددهم بالملايين وعلى المتسولين وكبار السن المنتشرين فى كافة المدن والقرى... أيها السادة اتقوا الله فى وطنكم واعملوا بجد وحسن نية وضعوا أيديكم فى يد حكوماتكم لتعبر مصرنا الغالية إلى بر الأمان الذى ننشده جميعا ولتحيا مصر..