مراجعة النفس فن ومحاسبتها واجب. علينا أن ندرك أنه لا يوجد على وجه الأرض من لا يخطئ وهذه الحقيقة تقتضي أن نحتفظ في مكاتبنا بمفكرة ندون فيها الأخطاء والحماقات التي ارتكبناها. فإذا رجعت إلى سجل أخطائك بعد فترة واستعنت بخبراتك التي أصقلتها السنين ستجد الحلول التي كانت ستعصمك من الزلل والخطأ.
اعتاد البعض أن يلقى على الناس بالمسئولية إذا وقع في المشاكل ولكن أغلب هذه المشكلات تكون بسبب حماقات ارتكبها الشخص وأنه المسئول الأول عنها. كان بنجامين فرانكلين مؤسس الولايات المتحدة يراجع نفسه كل ليلة ثم اكتشف أن هناك أسبابا تقود إلى الفشل وتجرفنا إلى الزلل، من أهمها تضييع الوقت سدى والانشغال بالتوافه والجدال مع الناس من غير طائل.
إنك لتجد الحمقي وحدهم هم الذين ينساقون وراء الغضب لأتفه الأسباب عندما يوجه إليهم اللوم، أما العقلاء فيتلهفون على إدراك ما ينطوي عليه اللوم من الحقيقة ليعملوا على تلافيه. إننا نتعلم دروس الحياة من هؤلاء الذين وجهوا إلينا سهام النقد البناء أكثر من هؤلاء الذين امتدحونا وأثنوا علينا.
والخلاصة أنه يجب أن نحتفظ بسجل ندون فيه الحماقات والأخطاء التي ارتكبناها واستحققنا النقد من أجلها ونعود إليها بين حين وآخر لنستخلص منها العبر التي تفيد مستقبلنا، فلسنا على صواب طوال الوقت ولذلك علينا أن نسأل الناس النقد النزيهة الصريح في عالم تغلب عليه أسلوب المجاملة وكلمات الاطراء حتى ولو ناهضت الحقيقة.