زمان وأنا فى ابتدائى، أمى كانت لازم تخلينى أفطر كويس قوى قبل ما نزل من البيت، وده كان مشكلة كبيرة ليا اتعلمت بسببها أعظم درس فى حياتى..
ساعة الفسحة، كنت ألاقى زميلى اللى جنبى طلع ساندوتشاته وبياكلها وهو مستمتع بيها جدا جدا..
وأنا أطلع ساندوتشاتى ألاقيها بارده ومالهاش طعم وماتفتحش النفس، أقوم شايلها زى ماهى فى الشنطة وأقعد مضايق ..وفضلت على الحال ده كتير ..
لغاية ما فى يوم جات مدرسة مستحيل أنساها، كانت بتتكلم مع كل واحد فينا كأننا كبار، ودايماً مبتسمة، وبتعاملنا زى ما تكون أم لكل طفل فى الفصل ..
المهم فى يوم كنت قاعد فى الفسحة مضايق وشافتنى المدرسة دى ..
جات وقالتلى مالك قاعد لوحدك ليه؟؟ أنت مامعكش ساندوتشات تاكلها زى زميلك اللى جنبك؟؟
قولتلها معايا بس أنا ساندوتشاتى مش حلوة زى ساندوتشاته ..
قامت المدرسة قالتلى يعنى أنت نفسك تبدل مع زميلك ..
بصيت لها بكل سعادة وأنا بقولها يا ريت ..
قالتلى ماشى ..
راحت المدرسة وأقنعت زميلى أنه يبدل معايا ساندوتشاته ..
بالفعل زميلى وافق ..
لكن ساعتها حصلت حاجة غريبة ..
لما جيت أكلت ساندوتشات زميلى، لاقيتها عادية بردو ومالهاش طعم مش زى ما كنت فاكر ..
المدرسة لما لاقيتنى سيبت السندوتشات تانى ..
قالتلى ..
أنا حبيت أثبتلك إن العيب مش فى الساندوتش اللى معاك .. العيب جواك انت ..
طول مانت شبعان ..مستحيل تحس بنعمة الساندوتش اللى معاك ..وتلاقى متعه لما تاكله ..
زميلك عشان بياكل وهو جعان فعلا .. بيلاقى الأكل حلو جدا.. وانت بتلاحظ انه مستمتع قوى بأكله
عزيزى ..
مستحيل تحس بقيمة النعمة اللى معاك طول ما إنت مش حاسس بقيمتها .. هاتفضل طول حياتك عايش فى تعاسه ..وفاكر ان كل الناس معاهم حاجات أحسن منك ..وانت الوحيد المظلوم ..وتعيش فى عتاب شديد مع ربنا وفاكر انه ظالمك ..
صدقنى لو بدلت حياتك مع حد ..ساعتها هاتحسده على النعم اللى كنت فيها ..
بنعرف بقيمة اللى معانا لما نتحرم منها ..
انت ..غنى.. باللى معاك..