ليس غريبًا على ثغر الإسكندرية أن لا يخلو شارع من شوارعها طوال شهر ربيع الأول من احتفال وفرح بذكرى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنها المدينة التى لم تُغير ولم تتغير، المدينة التى تلفظ الفرق والجماعات، المدينة التى يعشقها أهلها، ولا ينساها زائرها، مدينة الملاحم، مدينة العلماء، مدينة الأولياء ذات السبع وسبعين مقام، يحضر إليها الأولياء والصالحون ليحموا ثغرها ويتعبدوا بها حتى يقضى الله أمره، ولذلك تجد أكثر مقامات الأولياء بها قريبة من البحر.
لم يقطع أهالى الإسكندرية الكرام عاداتهم الجميلة فى مولد النبى صلى الله عليه وسلم بتوزيع الشربات فى الشوارع والمحلات التجارية، وفى مداخل العمارات، عادة جميلة تعكس مدى عشق أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وتتوالى مساجد الإسكندرية بالاحتفالات يوميًا وعلى مدار شهر الميلاد العظيم بهذه الذكرى الكريمة، أضف إلى ذلك قاعات الاحتفالات والمناسبات.
بلد حباه المولى عز وجل بطيب الطباع، ولين الجانب، بلد أهله سمحون لا ينقطع الخير عندهم ولا منهم.
شعور لا يوصف وأنت تشهد هذه الملحمة الجمالية من أهالى بلد يعشقون نبيهم صلى الله عليه وسلم، أدام الله تعالى عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وحفظ ثغر الإسكندرية من كل مكروه وسوء، و أنعم عليهم من فضله فى الدنيا والأخرة، ورزقهم مرافقة حبيبهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى .. أمين.