شهد العراق على مر القرون والأجيال حالة من الأمن والاستقرار والازدهار وحالة من البؤس والقهر والاحتلال والحرمان وفى كل حالة ينزف العراق غزيرا من الدماء والأموال أما من أجل أن يبقى حرا عربيا أبيا وأما ان ينكل به الاعداء والاحتلال بعد ان يكسروا شوكته ويحتلوا ارضه العصية عليهم قرونا عدة كما فعل المغول بأهله عندما احتلوا بغداد قديما وكما فعل الأمريكان حديثا عندما احتلوا بغداد العروبة بغداد الرشيد.
ونلاحظ فى كلا الحالتين أن الاحتلال كان مع الأسف الشديد بمساعدة من بعض الخونة والعملاء من الداخل وكذلك نلاحظ أن كلا الاحتلالين سعى جاهدا لتدمير الأخلاق والتعليم، فالمغول احرقوا ودمروا المكتبات الكبيرة التى تضم الاف الكتب وفى مختلف المجالات بل ورموا الاف الكتب فى نهر دجلة حتى تغير لونه الى الازرق بفعل اصباغ الاحبار التى كتبت بها تلك المكتبات .
كذلك فعل الامريكان واعوانهم الخونة الجبناء بعد احتلال بغداد ، فقد دمروا العلم والمدارس والمعاهد والجامعات الحكومية ونشروا المدارس والمعاهد والجامعات الاهلية التى لا يدخلها إلا الميسورين من اصحاب النفوذ والاموال وتحرم على المعوزين والفقراء من الناس فانتشر التسيب عن دور العلم و اللا مبالاة للعلم والكتب بعد ان كان التعليم الزاميا ومجانيا لكل صبى يبلغ من العمر سبع سنوات ذكرا كان ام انثى حتى ينهى حياته الدراسية وان كانت شهادة الدكتوراة وفى أى اختصاص مع التنبيه ان التعليم كان قبل احتلال بغداد يلزم الطلبة بزى موحد فى الدوام حتى يقلل من الفوارق الاجتماعية بين الناس ويراعى مشاعر المعوزين والفقراء من الطلبة وعوائلهم الاصلاء الكرماء وهذا ما لا نجده بعد الاحتلال فما اقذر الاحتلال واعوانه واذنابه من الخونة والعملاء الحقراء الجبناء.
بعد الاحتلال تقدم السفهاء والجهلاء وتأخر العقلاء والعلماء بفعل فاعل متعمد صغير حقير اراد ان يذل العراق واهله الشرفاء الاباة فأبى العراق واهله ان يكتب عليهم الصغير الحقير ان يجلسوا فى بيوتهم ولا يكون لهم دور فى تحرير بلدهم من الاحتلال والقتلة السفاحين المجرمين السراق الفجار فانتفض العراق فى ساحات الوغى ساحات التحرير والكرامة ليصنعوا لحاضرهم مجدا ويبنوا لأجيالهم مستقبلا مستقرا امنا زاهرا انتفضوا بسلمية مشهورة وصدور عارية مكشوفة يحملون الأعلام والورود ليس إلا فامتدت لهم أيدى الغدر والخيانة وقتلتهم ونكلت بهم شر تنكيل وهم يصرخون ويستغيثون ولا من سامع ولا من مجيب لا من قريب ولا من بعيد فلما رأى العراقيون ذلك تعاضدوا وتعاونوا واعتمدوا على الله اولا واخيرا ثم على انفسهم وعلموا وايقنوا ان النصر حليفهم لا محالة وستعود بغداد حرة أبية عصية بعون الله تعالى رغم انوف الخونة والحاقدين بجهود الأبطال من العراقيين المنتفضين وعلى رأسهم سواق عربات التك تك الذين نقلوا وانقذوا ارواح الالاف من المنتفضين الأبرياء الذين ارتكبت بحقهم ابشع وافضع الجرائم ضد الانسانية جهارا علانية وامام الدول الكبرى التى تدعى الديمقراطية والاهتمام بالإنسان والانسانية بل والرفق بالحيوان فاين انتم يا احرار العالم مما يحدث فى العراق عراق العروبة عراق المجد عراق صمام الامان للعالم وللشرق الاوسط وللعروبة والاسلام ؟.