مضت الأيام بسرعةٍ عجيبة
مَضَتْ وكأنها قُصاصات وَرَق تَطايَرت واحدة تلو الأخرى
مَرَّتْ كوَمَضة أعطّت الماضى بريقاً أخَّاذاً
أعطتْ السنينَ كينونتها.. وكَيانها
وهناك!!!
خَلْفَ أسوارِ مدينتا العتيقة
كنا نَرسُم أحلامنا الصغيرة
على أسوارِ المدرسة الابتدائية
على حيطان بيتنا
على تراب حديقتنا الأحمر
كنا نكتب كلمات مُبهمة كأنها رُموزٌ يصعب تفكيكها
أيامٌ يَصعُبُ نسيانها
فلا زلتُ أتذَكرُ…
ذلك الشارِعَ القديم الذى كنتُ أعود منه للبيت مُسْرِعةً لأسأل عن الغذاء
أتذَكر تلك الأغانى القديمة التى كنا نَسَمَعُها فى بيتِنا
نظارة أبى المؤطرة بالأسود
والتى كانت تُخفى تلميحات لنا لا زلنا لا نفهمها
أتذكَرُ نوعَ هاتفنا الذى كان يرنُّ فى الدقيقة سبعون مرّة لِنتسابق كُلنا لِنُجيب
فإذا أُمى ترفع السماعة قائلة: الرقم غلط
خِلْتُ مع مرور الأيام أنِّى نسيت
وأنَّ الأمسَ مضى وانمَحى من ذاكِرَتنا
لكنّ هيهات أن يُمحى!
تعالوا نولَد من جديد
نُسايرُ الأيامَ معاً
هى تجرى بِنا
ونحنُ نَتَبخترُ على شاطئ المستحيل خُطوَة...خُطوَة
نسترسِلُ الأمل...والتفاؤل...والجمال
نجمع ذِكرَياتنا
فى زهرة من التوليب
حتى تظلُّ تَقطُر عطراً
تعالوا معاً…