حللت ضيفة من أسبوع على أحد البرامج التليفزيونية، وتحدثت فيه عن تحويل العمل الروائي إلى عمل درامي، ومدى تأثير ذلك على قُوة العمل الدرامي، والحقيقة أنني أرى أن العمل الدرامي الذي يكون أساسه رواية، فهو يستمد قوته من تلك الرواية، خاصة لو كانت الرواية قوية، وبها الكثير من الأحاسيس والأفكار، أي بها القُماشة التي تصلح لأن ينسج منها السيناريست عملاً دراميًا قويًا وضخمًا، ولكن المهم ألا يخل ببُنيان تلك الرواية؛ لأن الإخلال بها يتسبب في ترهل العمل الدرامي، ويُضعف من قوة تأثير الرواية بالنسبة لمن لم يقرأها.
فعلينا أن نتفق أن الكثيرين يقرأون الرواية بسبب إعجابهم بالعمل الدرامي، وانجذابهم له، لذا لابد ألا يُؤثر العمل الدرامي في مدى قوة الرواية، ولا نختلف على أن الكثير من المُعالجات الدرامية كانت تتجاهل الخط الأساسي والرئيسي للرواية، وتأخذ من الأشخاص، وتُحول العمل إلى قصة أخرى، لا يربطها بالرواية سوى عنوانها فقط.
وهذا الأمر في حد ذاته، يُعتبر تعدٍ على الرواية؛ لأنه يُفرغها من مضمونها ومُحتواها، والأحرى بهؤلاء أن يتركوا الرواية، وينسجوا عملاً آخر من وحي خيالهم، بدلاً من الإخلال بها، وإظهارها في صورة لا تمت لها بصلة.
فمن يقرر أن يُحول رواية إلى مسلسل درامي، أو فيلم سينيمائي، عليه أن يحترم النص الروائي؛ لأنه ينقل وجهة نظر الروائي، مُضافًا إليها حبكة روائية، تُساعد على جذب المشاهد، دون التنصل من العمل الروائي.
وأنا أعتبر أن من يقوم بعمل المعالجة للرواية، يُعتبر أمينًا عليها، لذا عليه أن يُظهرها كما هي مكتوبة على الورق، من خلال الأشخاص والفكرة والنهاية، مع إضافة السيناريو والحوار والحبكة، أما ما دُون ذلك، فهو يُعتبر مُجرد قصة مُستوحاة من قصة، كالاقتباس، وبلا شك، هذا يعتبر إخلال شديد بالمضمون الرئيسي، والنص الأساسي.