القارئة سلمى أبو على تكتب : أشغال شاقة

فى مجتمعنا العربى العديد بل والكثير جدا من الأشغال الشاقة وربما لم تكن تلك الأعمال أو الأشغال شاقة من ناحية الجانب العملى فقط بل وربما من ناحية الجانب المادى أيضا. فتتسبب لصاحبها بكثير من التعب و الإرهاق والتفكير العميق الذى يؤى إلى " تعب الدماغ " والشعور بالضعف والذل والهوان فى اغلب الاوقات. لم أود التحدث عن هذه الأشغال بأكثر من هذه الكلمات البسيطة أعان الله أصحابها وبارك لهم فى أرزاقهم. ولكن ما أود الحديث عنه والإشارة إليه وعليه هو العمل الشاق الذى يختبئ خلف كلمات أكاد أجزم أنها لم يكن يعرف معناها الكثير ممن نالوا شرف الدخول فى عالم هذا العمل لولا دخولهم فيه. المسؤولية الأمانة الضمير الإحساس الشعور الأخلاق الدين. كلها كلمات عظيمة ومعناها أعظم والتحلى بها أعظم واعظم. من الصعب أن تجد ثلاث صفات فقط مجتمعة فى شخص واحد داخل أى عمل على وجه الارض وإن وجدت فى شخص ما صفتين أو ثلاثة لم تجد الرابعة وإن وجدتها لم تجد الخامسة وهكذا. ولكن يوجد على وجه البسيطة عمل واحد فقط تجتمع فيه كل هذا الصفات الجميلة وربما صفات رائعة أخرى لم يسعفنى ذهنى لاستحضارها. عمل واحد فقط لم ينتظر صاحبه أى مقابل غير أن يجد ثمرة تعبه وكده وإصراره وعزيمته فى نتاج هذا العمل. عمل شاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى. عمل يذهب بصاحبه فى اغلب الأوقات عندما يصل الكد والتعب إلى أشده إلى رسم ابتسامة جميلة على الوجه يتغللها الكثير من الدموع التى تسيل على الخد لنشعر حينها بدفء تلك الدموع وكأنها تطبطب على صاحبها فى الوقت الذى لم يجد أحد بجانبه. إنها الأمومة يا سادة.. الأم ليست مدرسة فقط.. الأم حياة الأم نور الأم فرح الأم عطاء بلا حساب.. الأم دعاء يرفع إلى السماء فيعلى من شأن صاحبه.. وإذا قال شاعر النيل حافظ إبراهيم. عن الأم أنها مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فأنا أقول : الأم حياة الام طريق من نور الام ملهمة الأم معلمة الأم أم بكل ما تحمله الكلمة من معانى جميلة يستحضرها ذهنك عند سماع كلمة أم.