القرآن هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وهو نور ويقين، وفيه منهج الصالحين وأخبار الأولين، وفيه آيات تحكى معجزات الله وقدرته، وفيه أحكام العقيدة التى يجب أن ينطوى عليها كل قلب مستكين، وفيه أحكام الشريعة التى تفرق المباح عن الحرام وتبين الباطل من الحق المبين، وفيه بيان المعاد ومصير العباد إما إلى نار يخزون فيها فيكونوا من الصاغرين، وإما إلى جنة ذات جنات
وعيون وزروع ومقام كريم...........
هذا هو القرآن الكريم كما عرفه العلماء، ولكن كيف يكون كلام الله شفاء لما فى الصدور ورحمة للمؤمنين؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله، وإن سأل سائل عن الفارق بين الشفاء والرحمة؟ نجيب: إن الشفاء هو إخراج لما يمرض الصدور، أما الرحمة فهى اتباع الهداية بما لا يأتى بالمرض مرة أخرى، وهكذا يتبين لنا أثر الموعظة: شفاء، وهدى، ورحمة، إنها تعالج ليس ظواهر المرض فقط، ولكن تعالج جذوره أيضا......
والله أعلم نقول:
القرآن الكريم هو كلام الله، وكلام الله يأخذ من صفات الله وأسماءه، فهو دال على صاحبه، يخاطب الأرواح والذوات التى هى صنعته، يذكرها بالوعد والوعيد، يذكرها بالعدل والدنيا والآخرة والكرم والشفاء والجود، كلامه سبحان ينفذ إلى الروح، إلى تلك اللطيفة التى هى منه فتحدثها بلغتها، وتريها من الأنوار!!!!!!!حتى وإن كان كلام الله ملازم له الأنوار فهو مستمر فى خلق أنوار حال!!!!!! تتغير من معنى إلى معنى ومن حاجة إلى حاجة!!!!!! كلامه حق والحق ملازم له أنوار كشف الحقيقة، وأنوار الهداية لها، وأنوار فهمها، وأنوار الإعانة على من يريد طمسها، وأنوار تفعيلها..
وبين الحق المطلق والحقيقة السارية فى القرآن برزخ من نور تسبح فيه أنوار الهداية والشفاء لكل العلل النفسية والقلبية والروحية وحتى الجسدية، كنور جبر يجبر نواقصهم وعللهم وأمراضهم جميعا، ولكل حالة آياتها وسور علاجها من القرآن بحسب النقص الذى يحتاج جبرا وتكميلا والعلة والشفاء، وهو الهداية التى تثبت الفؤاد على طريق الله بعد الجبر والشفاء...
وصل اللهم وسلم وبارك على المبعوث من الله رحمة للعالمين محمد الهادى الأمين، والنور المبين، وعلى آله وصحبه أجمعين........