وجنتان تحمران خجلا وكلام لا يساق بمنطق نظرا لتلعثم الأفكار ارتباكا، نظرة محتشمة تكاد لا تدرك أين تخطو، وقار تشير له الأصابع بكل خير وسمعة طيبة يتناقلها الغرباء من مكان لآخر.
أنوثة طبيعية، صوت خافت وعيون تفيض بالحنان والاحتواء، ملامح تشدو بالرقى وتفاصيل تروى حكاية فتاة ناعمة، هادئة بعبارة أخرى مذهلة فى نظر العارفين بمقاييس الجمال الناطق.
يطول الوصف وتطول معه حيثيات مكارم الحسن والأخلاق.
نعم، هى تلك المذهلة التى جعلت من الحسن بحد ذاته مشكلة وهى أيضا تلك المليحة التى لا ندرى ما فعلت بالناسك المتعبد، وهى كذلك التى كان يوم دخولها قلب الرجل هو أعظم يوم فى التاريخ وأجمل خبر فى الدنيا.
هى ذات الحسن التى تملك من حكمة لقمان وبعض من صورة يوسف ومن عفة مريم... إنها الحبيبة التى جننت ابن الملوح من شدة العشق.
للتأكيد فإنها أشعار وكلمات لرجال فعلا عايشوا حقبة لا تخلو من نساء تستحق كل عبارات المدح والغزل وخاصة العشق لدرجة الجنون.
ألم تتساءلوا يوما أين هذه الجميلة فى هذا الزمان؟
من حس الجمال إلى عالم الديناصورات بغرض تشبيه انقراض النوع. فبعض العلماء يقولون إن سبب الانقراض هو كارثة طبيعية والبعض الآخر يعزوه إلى عدم التأقلم مع التغيرات المناخية مما أدى إلى محو فصيلة بأكملها.
وإن حار العلماء فأنا أجزم أن هذه الحسناء الخارقة هى فى طور الانقراض نتيجة لاندثار المقدرين من الرجال لهذا النوع من النساء.