بكيت عندما رأيت القهر نقش غيومه على وجه إحدى الأمهات فى المستشفى وانكمشت فى ذلة وخشوع دفعنى الفضول لمعرفة السر ، قالت أنا أم لستة رجال زوجتهم ولاقيت المصاعب حتى تربوا وحصلوا جميعا على شهادات عليا حرمت نفسى من كل شىء من أجلهم طعننى المرض بعد وفاة زوجى لم أقدر على خدمة نفسى عرضت على زوجات أولادى مبلغ من المال كل أسبوع من أجل إطعامى ورعايتى فكان ردهم صدمة لى ورفضوا بحجة غلاء المعيشة . كتمت ذلك فى نفسى وبعد أيام أصبت بجلطة ونصف جسدى لم يتحرك لم أجد سبيلا إلى الرقود على سرير المستشفى مستأنسة بآهات المرضى المتواصلة ووخذات الإبر المرهقة وكانت أمنية عمرى أن أموت على فراشى فى منزلى فى بيتى.
دمعت عيناى قلت كل هذا العطاء للأبناء وفى النهاية يتخلوا عن الأم يتخلوا عن من حملتهم وأرضعتهم وسهرت الليالى أجلهم وتبيت بلا طعام من أجلهم وفى النهاية يكون هذا مصير الأم التى وصى الله بالإحسان إليها وجعل الإحسان إلى الوالدين بعد عبادته مباشرة وأمرنا ألا نقل لها أقل كلمة ضيق مكونة من حرفين وهى كلمة أف هل هذا إكرام للأم قولا وفعلا.
والله لن تدخلوا الجنة إلا برضا الوالدين وكما تدين تدان انتظروا أبناءكم وما ذا سيفعلون بكم ؟
ويحضرنى قصة علقمة الذى أغضب أمه
و امتنع لسانه عن نطق الشهاده رغم أنه صحابى كثير العبادة حاول معه الصحابة نطقها فلم ينطق نظرا لسخط أمه عليه ولم ينطقها إلا بعد أن سامحته أمه أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفى زيارة لها بعد يوم السؤال عن تلك الأم قال لى من بجوارها لم تتحمل وماتت فى صمت تاركتا الدنيا وكانت كلمتها الأخيرة شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله
رفقا يا سادة بأمهاتكم إرفعوا الظلم والقهر عن أمهاتكم حتى تجدوا عند كبركم من يلطف بكم.