تجتاح المجتمع المصرى ظاهرة لم تعد خافية على أحد وهى تتكرر فى كثير من الدول بعد انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، وهى ظاهرة التعلق والتأثر البالغ بمتابعة تلك الشبكات، وأصبح تأثيرها على المجتمع يتخطى كل تصور حتى تحولت الى جزء أساسى من الروتين اليومى لحياة أغلب الناس، وأصبحت قاسما مشتركا فى كثير من أنشطتهم ومناسباتهم المختلفة، وأصبح تأثيرها على المجتمع يتخطى كل تصور، وأصبحت سلبياتها تتخطى بشكل كبير سلبياتها، ولم تعد مجرد وسائل للتواصل وتبادل الأفكار وشغل الفراغ أو التسلية، وإنما أصبحت مصدرا للعديد من المشكلات، وتحولت لدى الكثيرين لنوع من الإدمان.
فمواقع التواصل الاجتماع بما تحمله يومياً من كم هائل من معلومات وأخبار وتعليقات وإعلانات بها جزء كبير عبارة عن أكاذيب أو معلومات مغلوطة، وأصبحت مصدرا هائلا للشائعات وإثارة الخلافات والشقاق بين أفراد المجتمع، والأخطر هو اعتماد البعض عليها كمصدر للمعلومات فى مجالات مختلفة قد تشكل بعضها أخطاراً ويسبب مشكلات، وتخطى ذلك لتحولها فى كثير من المواقف لخطر يهدد الأمن القومى بسبب تأثيرها على صعيد السياسة ونجاحها فى أوقات كصيرة فى حشد والرأى العام فى اتجاهات قد تكون مضللة. وهو وما استدعى أن تخذ الدولة موقفاً ليس بفرض قوانين تحد من حرية الفرد فى استخدام تلك الشبكات أو فرض قيود أيا كان نوعها ولكن بالمتابعة والرصد لتأثير تلك الشبكات، بالتوعية وبمواجهة مايصدر وينتشر من شائعات ومعلومات مغلوطة.
والأهم أن يراجع كل منا سلوكه فى استخدام تلك الشبكات، بحيث لا تأخذ أكبر من حجمها وتأثيرها فى حياته، ولا تكون أداة سلبية تؤثر على قناعاته وعلاقاته بالآخرين، ولا تستنزف وقته فى أشياء لا طائل منها، ونتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعى بالشكل الذى يفيد ولا يضر.