يقصد بالنشر العلمى ما يقوم به الباحثون من نشر لأبحاثهم ودراساتهم فى المجلات والدوريات والمؤتمرات والمواقع العلمية؛ بهدف استفادة الآخرين من هذا العلم والعمل على تطويره وتطبيقه فى مجالات العلم والعمل المختلفة، وقد دعانا رسول الله (ﷺ) إلى ذلك منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام حيث يقول (ﷺ) فى الحديث الذى رواه عنه أَبِو هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ "إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"- راه مسلم، فقد جعل الله عزَ وجل ثواب نشر العلم الذى ينتفع به باقيًا إلى يوم القيامة، وقد اندثر علم العديد من العلماء والأئمة بسبب عدم تدوين ونشر تلاميذهم لعلمهم ومنهم على سبيل المثال الفقيه والعالم الجليل الليث بن سعد – الذى قال عنه الإمام الشافعى "اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِه"، وهو ما يدلنا على أهمية نشر العلم فى الإسلام.
وقد تبوأت العديد من دول العالم مكانتها العلمية الرائدة بسبب نشرها للعلم واستحواذها على منصات نشر العلم، وتعد الولايات المتحدة الامريكية خير مثال على ذلك، حيث صارت الدولة الأولى فى نشر العلم، وأصبحت اللغة الإنجليزية لغة العلم على مستوى جميع العلوم بسب نشر العلم باللغة الانجليزية.
وقد تنبهت جامعات العالم إلى ضرورة نشر علمها وأصبح من أهم مقاييس تقييم مستوى الجامعات معامل التأثير (نسبة النشر والاستشهاد العلمى من بحوثها)، كذلك أصبح من معايير تقييم البحث العلمى نسبة الاستشهاد به فى المراجع والبحوث الأخرى.
إننا يجب أن نشجع البحث العلمى وننشر فى نفوس طلابنا وعلمائنا ثقافة نشر العلم فليس للعلم فائدة دون نشره.