المريض النفسى دائما يلاقى الأذى ممن حوله، ليس هذا وفقط بل المجتمع المحيط به بشكل خطراً كبيرا عليه بسوء التعامل معه وعدم استيعابه ويكون من الأسباب الأساسية فى تدهور حالته وانتكاسها بشدة، حيث ينظرون له بعين تحتقره كأنه حشرة يجب الابتعاد عنها وتلاشيها . ويتعالى الكثير عليه بركلة بكلمة ونظرة أو إساءة جسدية بالإضافة إلى التآمر عليه من الجميع ومن كثرة الضغط عليه قد يلجأ بالرد ومقاومة تلك الإساءات يقول أو فعل ردا على فعل المجتمع وإن لم يرد فيتأزم أكثر ويشعر بأنه مجرم قاتل منبوذ لا حق له فى العيش وسط البشر. على الرغم أن مرضه لا ذنب له فيه وخارج عن إرادته.
فالمرض النفسى ابتلاء من الله مثل أى مرض عضوى والكل معرض له غنى وفقير كبير وصغير.
ويحضرنى قصة شاب يعمل فى أحد المستشفيات تعرض لأزمة نفسية منذ خمسة عشر عاما وعوفى منها . أراد أن يتزوج كلما يذهب إلى عروسة يسأل أهلها عليه فى المستشفى فيكون الرد من زملائه (كان مريض نفسى ) بالتالى يكون نصيبه الرفض.
ذهب إلى خمسين عروسة والكل يسأل فى المستشفى فيكون نفس الرد، فانتكست حالته مرة أخرى بشدة كلفته خمسون ألف جنيه فى مستشفى خاص وتعامل من حوله معه أنه مجرم ينبغى اقتلاعه وتفننوا فى إيذائه جسديا وتحرير بلاغات فى الشرطة بالجملة وانعزل عن المجتمع جلس فى بيته منفردا.
إننى أدعو المجتمع بالنظر لهؤلاء بعين الرحمة واللطف وقبول الآخر وإعطائهم الحق فى الحياة الإنسانية وعدم تصنيفهم شىء آخر.