يبدو من حرص المصريين القدماء على تحنيط القطط، ووضعها فى المقابر، أن لها مكانة وأهمية كبيرة لديهم.
حيث كانت القطط كائنات شديدة القدسية عند المصريين القدماء، أطلقوا عليها لقب باستيت وهى إله الحنان والوداعة عندهم وكانت أيضًا رمزاً للخصوبة والحب والحنان.
وكانت مقر عبادتها هى مدينة تل بسطة الموجودة فى الدلتا بالقرب من الزقايق، وكان المصريون القدماء يلفون جسد القطة المتوفية فى الكتان ثم يضعون عليها بعض أنواع العطور، ثم تُدفن بداخل مقابر خاصة تحت الأرض.
كما كان قتلها محرما، كان الأمر نفسه ينطبق على مومياواتها بعد الموت، وهو ما ساعد على نجاة العديد من مومياوات القطط، حيث تم الاحتفاظ بها فى غرف الدفن وسراديب الموتى.
وبدأت عبادة باستيت فى عهد المملكة المصرية القديمة فى ممفيس ثم انتشرت فى أنحاء مصر، وتمثل أيضا الفرح والرقص والموسيقى والأعياد، كما كان لها أيضا صفات غير الوداعة مثل الغضب، حيث اقترنت فى العصور المتأخرة بالمعبودة سخمت المفترسة ، وهى اللبؤة، التى تمثل الناحية المفترسة لباستيت عندما تغضب.
وفى اكتشاف سقارة الماضى التى تم على يد بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اثناء أعمالها بجبانة الحيوانات بجوار المكان الذى تم الكشف به من قبل خلال العام الماضى عن مقابر لكبار رجال الدولة بالإضافة الى جبانة للقطط و الحيوانات و الطيور المقدسة.
وشمل الكشف الجديد مجموعة ضخمة من تماثيل القطط المختلفة الأحجام و الأشكال مصنوعة من الخشب و البرونز،و 25 صندوقا خشبيا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط.