راقتنى نجمةٌ طالما حلمت بلمسها ، رفعت يدى أحاول الوصول لها وأنا ابتسم بصبر ، لا زلت كما أعهد نفسى مثابرة ويكافئنى الله جزاء صبرى المغلف بثقتى فيه عز و جل . خارت قواى رغماً عنى و أصبحت أطيح بيدى بضعف جعل دموعى تتحجر فى مقلتى فى إباء رافضة التحرر .
فجأة ظهر لى قمرٌ بهى ، لا أجد كلمات تصفه ، فهو الرقيق ذو الضوء الخافت المتناغم مع سكون الليل و ضجيج نفسى . مدَ لى يده يصافحنى فإذا بى أفعل بلا تردد ، مد الأخرى فوجدت نفسى أطير ، أخذنى عالياً عالياً إلى جواره . جلست ساكنة فى مكانى و هو يدور حولى و يسترق النظر إلى عيناى كلما أمكن .
ذهب و أحضر لى النجمة تلك و مئات بل آلاف غيرها ، لم أطل النظر بإحداهن سوى ثوان و آثرت النظر إليه و هو يهدينى نجوماً لا حصر لها فى لهفة و بكل نجمة كان يمنحنى حياة و أمان ، و كأنه خلق فقط كى يرضينى . اطمأن إلى أنى لن أغادر مكانى هذا و قال بلهجة حانية آمره : من الآن فصاعداً سيكون هذا بيتك ثم جلس بعدها متأنقاً فى مكانه و فى قلبى أيضاً.