حقق فيلق القدس الإيرانى انتصارات كبيرة فقد غير المعادلة فى سوريا وساند وأمد حزب الله اللبنانى بصواريخ متطورة، وأنشأ كتائب الحشد الشعبى الطائفى ورأى الجميع بصماته على صواريخ جماعة أنصار الله الحوثية وطائراتهم المسيرة، دمر عواصم عربية لكنه لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل لتحرير القدس! كان الموت دائما للعرب لذا أقترح إعادة التسمية لتصبح فيلق تل أبيب بديلا عن فيلق القدس الإيرانى.
أصابت الصواريخ الأمريكية التى أطلقت على سيارة اللواء قاسم سليمانى النفوذ الإقليمى لإيران قبل أن تفتك بالرجل ومن كان معه من ضباط كبار بالحرس الثورى ونائب كتائب الحشد الشيعى بالعراق، فالجنرال الإيرانى لم يكن ضابطا عاديا بل كان يمثل سلاح الرعب الطائفى لدولة الملالى أما سر الغضب والتهديد الإيرانى بعد مقتله ضد الولايات المتحدة الأمريكية لأنها خرجت عن اتفاقها غير المكتوب مع إيران المتعارف عليه بالخطوط الحمراء، وإن كان المبرر الأمريكى واضحا فى نشر ترامب صورة علم بلاده على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر)، وأتبع ذلك بتصريحات عن استهداف قاسم سليمانى للجنود والمؤسسات الأمريكية، فظهور سليمانى أمام السفارة الأمريكية بالعراق عند محاولة اقتحام متظاهرين لها ببغداد وقتل متعاقد أمريكى بصواريخ أطلقت على قاعدة بالعراق كان تجاوزا كبيرا لخطوط ترامب الحمراء.
أما مغامرات قائد فيلق القدس من سوريا إلى لبنان والعراق وكذلك اليمن فلم تكن مقلقة للرئيس ترامب ولم تزعجه يوما، فالعلاقة بينه والعرب عبارة عن صفقات يجب أن يخرج منها مستفيدا حتى ولو بكسب نقطة باستباحة أراضيهم وقتل شخص فى نقاط السباق الرئاسى الأمريكى.
والحقيقة أن كل ما يشغل العرب الآن هو طبيعة الرد الإيرانى على مقتل الجنرال سليمانى، واشتعال المنطقة، وتخشى كل دولة أن تكون طرفا فى تلك المواجهة بعيدا عن غيرها، فلم يستعد الكثيرون لذلك، بل كان الاهتمام بالصراعات العربية - العربية.