يتساءل المتسائلون ويتعجب المتعجبون على مدار الزمان من كمية الأحقاد والضغائن والمؤامرات التى تحاك عبر الأجيال
ليه مصر بالذات؟!
حبا الله مصر موقعاً فريداً حيث تجلس بموقعها الجغرافى على ناصية العالم، وقد مُنحت من الهبة الإلهية ما جعلها محور العالم وتطل فى نفس الوقت على البحرين المتوسط والأحمر وعمودها الفقرى نيلاً عذباً وهبها الله إياه.
وتنوع حتى فى تربتها ففيها الصخور وفيها الرمال وفيها التربة الطينية وغيرها
واسكنها الله من خليفته فى أرضه بشرا اختصهم بسمات ليست فى غيرهم بحيث تتماشى وتتلاءم مع طبيعة الأرض الفريدة
فكان الإنسان المصرى عند الثقة به وبالمكان الذى تعلق به وعاش عليه ودفن فيه فقاد العالم بحضاراته وبعلمه حتى صار منارة لغيره فى وقت دامس الظلام لا يكاد يرى فيه احد إلا من خلال إشعاع المصرى القديم.
هذه الطبيعة المتفردة والتنوع العجيب فى ترابها وخصال شعبها وحتى جوها وفصول السنة فيها خلق فى نفوس أهلها وفى شخصيتهم طبيعة خاصة جعلت كل فرد منهم رجالا ونساء شباباً وشيوخا جندياً بمعنى الكلمة وما حدث فى العصر الحديث فى المنصورة أثناء الحملة الفرنسية على مصر وفى السويس وبورسعيد فى العدوان الثلاثى ليس ببعيد.
ثم جاء القرآن الكريم ليكرمها ويسطر اسمها ويُتعبد به حتى قيام الساعة ما بين التصريح والتلميح.
ثم تحدث الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم عن مصر وأوصى بأهلها خيرا فى استشرافه لمستقبل أمته حين يتم فتح مصر أن يستوصوا بأهلها خيرا فإن جنودها خير أجناد الأرض...
حتى امتلأت قلوب الحاقدين حقدا عل أحقادهم
وبدأت المؤامرات على هذا الوطن
رغم أن التاريخ يسجل بأحرف من نور عدم تعدى المصرى يوماً ما على غيره من جيرانه أو غيرهم فحدوده مرسومة منذ بدأت الخليقة ووضعت المعالم على الكرة الأرضية وبدأت مصر تستقبل بين الفينة والأخرى غازياً ومعتدياُ عليها وتتصدى له وتسجل نصرا تلو النصر فزال الجميع وبقيت مصر
وكل من يعتدى عليها تصبغه مصر بصبغتها ولا تصطبغ هى منه بشىء كباقى البلدان التى تغيرت لغتها واستبدلتها بلغة الغازين والمحتلين.
كل ما ذكرته آنفاً قليل من كثير فقط لنعرف
لماذا مصر؟!
والإجابة لأن مصر إذا قامت فلن يُرى غيرها
من كبر حجمها وجودة مكوناتها وطيب وأصل شعبها
فسيتوارى الجميع ويكون كالحصى المحيط بالجبل
ولأن مصر تمثل من العالم درة تاجة... وراسم تاريخه وبيده خيوط مستقبله
لذلك لا يجب أن تقوم مصر
ولتحقيق هذا الهدف توحدت كل الأعداء وكل المتناقضات تجمعت يد واحدة ضد مصر
حتى الذين يمثلون نفس الدين ونفس اللغة والمصير
وكان على مصر وعبر كل العصور أن تواجه وتجابه كل هذه الاعتداءات والافتراءات والمؤامرات.
ومع كل اعتداء وعقب كل افتراء وبين كل مؤامرة يشتد عود المصرى ويزداد عشقه لوطنه وترابها المقدس ولكن أيضا تأخذ منه ومن وقته وطاقته وهذا أيضا من ضمن الأهداف الخبيثة التى يضعها الأعداء بين أجندتهم وهى ما يسمى بين قوسين بحروب الجيل الرابع
والعمل على تشويش الثوابت وخلخلتها فى الأذهان والعقول والتشكيك فى كل شئ حتى المضئ صار محل نقد لما تضئ...!
فلا تعجب أيها المصرى النبيل
ولا تحبط يوماً ما
بل ثق بالله أولاً
ثم ثق بنفسك وبما حباك الله إياه من مفردات وخصال لم ينالها أحد غيرك
وانسج من كل هذا جسراً قوياً لتعبر به إلى ما تحلم به مصر الوطن
مصر التى لا ترتضى غير وجه الصدارة سكناً .... ودرة التاج عنواناً
فلولا أنها مصر
ما كانت الأحقاد والضغائن والمؤامرات
فهناك المئات من الأمم والأوطان يعيش الإنسان ويموت ولا يسمع لها اسماً أو لم ير لها على الخريطة موقعاً
وخير دليل على صدق رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم بشأن مصر وجندها
فى أنه سرعان ما انتفض وظهرت عبقريته فكانت عبقرية اليد التى تبنى والأخرى تحمل السلاح
فعلينا وعلى الأجيال
والآن قد نكون قد عرفنا لماذا مصر؟