وسائل الإعلام تمثل قوى الدول الناعمة تتشكل منها عقول شعوبها وتؤثر فيهم إيجابا نحو الوحدة والبناء وسلبا نحو الفرقة والهدم، و فى بداية العصر الحديث الشعوب كانت تلتف حول التليفزيون الرسمى لدولها وبعض الإذاعات الداخلية والخارجية والصحف، وكانت المجتمعات منغلقة على ثقافتها وحضارتها وقيمها ومع ظهور عصر العولمة وتحول العالم لقرية إلكترونية بفضل التقدم التكنولوجى الهائل ومنها وسائل التواصل الاجتماعى والأقمار الصناعية وانتشار الفضائيات والصحف الإلكترونية وتلك الوسائل أصبحت تمتلك قوه تأثير هائلة فى تشكيل الرأى العام المحلى والدولى وطبقا لمصالح من يمتلكها ولو على حساب مصالح الدول الأخرى.
وينظر للإعلام كونه سلطة رابعة بعد السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، وهو من القوى الناعمة كون تأثيره يغير ويصنع ويشكل اتجاهات الرأى العام فكريا وثقافيا وفى جميع مناحى الحياة، فالرأى العام يتشكل من محصلة المعتقدات الراسخة من أفكار وعادات وتقاليد يحترمها الناس وتكون من المؤشرات التى يحترمها القادة السياسيين عند اتخاذ قراراتهم وتعتبر مصر نموذجا لاحترام الرأى العام بعد 30 يونيو فى منطقه الشرق الأوسط، حيث تحظى قيادتها السياسية بدعم منقطع النظير ويدعمها ظهير شعبى صلب، وللإعلام مفعول السحر، حيث يعتبره أغلب البسطاء عنوان الحقيقة وأن الإعلاميين هم نخبة وصفوة المجتمع يمتلكون الحقائق، وفى عصر السنوات الخداعات والرويبضة لابد أن يكون هناك معايير واضحة فى التعامل الإعلامى مع الشعوب حفاظا على أمانة الكلمة فمن الممكن أن تدمر الكلمة أمما أو تبنيها طبقا لتوجهات من يستخدمونها فى الإعلام فلابد من نشر الإيجابيات فى المجتمع واختيار المواضيع الهادفة التى تحظى بتوافق مجتمعى يتلاءم مع العادات والتقاليد المجتمعية التى تواكب الأحداث المحلية والدولية وتحقق للقيادة السياسية للدولة، خاصة فى العلاقات الدولية مع مراعاة الأخلاقيات وعودة وزارة الإعلام فى مصر مؤشر جيد يدل على مدى إدراك الدولة المصرية لأهمية الإعلام فى ظل عصر السموات المفتوحة حتى تتواكب التنمية الشاملة فى مصر مع صورة حقيقية ورأى عام حقيقى وفق مفاهيم راسخة نابعة من التقاليد والحضارة المصرية العريقة يحقق مصالح الدولة العليا ويشكل الرأى العام المصرى خاصة فئة الشباب للحفاظ على عقيدتنا الوطنية الراسخة.