ليست القضية حياة فرد أو جماعة وإنما القضية تخص الجميع فأولئك الأفراد الذين يبحثون عن أنفسهم دائما هم أكثر الناس احتجاجاً على الأوضاع المعيشية غير المرفهة، فجميعهم يجولون بالخارج قبل الداخل ويقارنوا وطننا بأوطانٍ أخرى، فبالأخير لا يكون ولاؤهم لوطننا مهما كان حجم تطورنا على الآخرين، وتحت أى ظرف من الظروف لأنهم فى الغالب ينتقدون الأوضاع دون أن يقدموا أى حلول ذات قيمة تخدم المصلحة العامة وإنما حلولهم غرضها مصلحتهم الخاصة فيعملون على تفصيل حلولا تتناسب نتائجها معهم فقط.
فإذا تجولنا سويا بجميع الأوطان نجدنا الأفضل دائما لأننا ننتمى لأصول دولتنا وننعم بالأمن والأمان ونسعى لطلب الرزق الشرعى فلا يمنعه عنه مانع.
وإذا سألنا عن رأى جميع الشعوب بأوطانهم نجدهم لا يجتمعون على رأي واحد وإنما الإجماع يكون على حب كل فرد لوطنه لأنه بالنهاية هو الوطن.
فلا أتذكر أنه فى يوم من الأيام سعت دولتنا لتأكل حقوق غيرها من الدول المجاورة فى أى عهد من العهود، وإنما سعت دولتنا ومازالت تسعى لتطوير نفسها بأدواتها المرحلية المتاحة وللحفاظ على أمنها وسلامتها ضد الأعداء والمنافقون الذين يستفيدون منها ويتربصون لها بنفس الوقت ...
ولما كانت دولتنا بأحلك الظروف الاقتصادية تكاتفت الدول الصديقة لتخرجها من محنتها الاقتصادية فتلك الدول لم تنس يوما مساعى دولتنا لتعظيم تواجدهم بالمنطقة بشكل استراتيجى فعال.
نعم يا سادة دولتنا هى الوتد الذى بزواله تنهار المنطقة بأكملها، لذلك هناك تحديات كثيرة غرضها هو إسقاطنا إما بالسلاح أو بالعدوان الفكرى أو بالحصار الاقتصادى.
تلك التحديات التى مهما تضاعفت مئات بل آلاف المرات لن تنجح فى أن تُسجِد دولتنا لها ولن تفقد دولتنا كيانها ولن تهتز هيبتها ولن يفر شعبها منها كما فعل المرتزقة بدول أخرى ففروا من بلدانهم و باعوا أنفسهم نظير أجور شهرية للاشتراك فى حروب ليس لهم بها أى صلة سوى المال.
ذلك المال الذى ينجح فى شراء العقول و القلوب لكنه لا ينجح في بناء قضية حقيقية للأوطان فنحن الشعب المصري لدينا عقيدة ثابتة تُحَرِكُنا بالأوقات الحاسمة التي فيها تظهر جميع الفئات بأجناسهم و توجهاتهم و تخصصاتهم وأموالهم و أبنائهم و أعمارهم لخدمة وطنهم ولا شىء سوى ذلك ...
تلك هى العقيدة التى تجعلنا نروى أرض وطننا بدمائنا طالبين من الله الشهادة دفاعا عن أرضنا وعرضنا لأنه لا يوجد لنا أشرف من ذلك فبتلك العقيدة أصبحنا خير أجناد الأرض مدنيين كنا أو عسكريين فجميعنا فرد واحد بتلك الأمور ...
لن تنهزم دولتنا ولن يسجد شعبها ولن نحتضن الخونة المرتزقين المتربحين من أنظمة معادية لنا لأنها ليست قضية فرد وإنما هى قضية وطن.
حمى الله مصر قيادة وشعبا ونسأله دائماً وندعوه أن يُكرِم تلك العيون الساهرة التى تساهم بعملها لخدمة وحراسة الوطن.