القارئ أيمن نعمانى محمد عبد العزيز يكتب: الشباب.. وإشكالية التمكن والتمكين

الشباب هم المحرك الفاعل فى تطور الشعوب والأمم، وهم أمل أى تنمية وتحضر تسعى إليه الدول، لذا فمن حتمية التطور الزمنى للدول أن تمنح شبابها الفرصة فى تبوء صدارة تحركاتها نحو مستقبل تنميتها وتحولها نحو القادم من تطور. والمشاركة فى الحياة السياسية من أولى مجالات التمكين التى يجب على الدولة أن تفسح لشبابها المجال للمشاركة الفاعلة ضمن أطر صحية وتحت مظلة تشريعات إيجابية ومحفزة نحو المشاركة والتفاعل البناء مع الواقع السياسى. ولكن تبرز هنا إشكالية التمكن أولاً أم التمكين؟ ولعل قدرة الشباب على التمكن من آليات العمل السياسية ومقوماته هى اللبنة أولى فى تفكيك معضلة وإشكالية التمكن والتمكين، وفى هذه الجزئية فعلى الشباب أن يمتلك الرغبة الحقيقية فى المشاركة من خلال تنمية قدراته فى المشاركة المجتمعية والعمل العام، وعليه أن يتسلح بالعلم والبحث والدراسة وأن يكون ملماً بخبايا الواقع المحلى والدولى وبفهم ديناميكية الحياة السياسية وأن يكتسب فنون التعامل مع المجتمع العام والتعاطى مع القضايا المجتمعية، وعلى الشباب أن يدرك أن الالتحام مع الواقع المجتمعى والقضايا العامة هو السبيل للنجاح والطريق نحو النضج السياسى، وأن الارتباط بالقاعدة الشعبية هو الضمانة للاستمرارية فى الحياة السياسية بصورة ناجحة وفاعلة. يجب على الشباب أن يمتلك الرغبة الصادقة للمشاركة فى الخدمة العامة وأن يمتلك روح الإصرار وعدم اليأس وأن يدرك أن طريق النجاح فى العمل العام يحتاج لجهد كبير ومتواصل لا يعرف اليأس ولا يخشى الفشل أو المغامرة. على الشباب أن يكون ذى أفكار إبداعية وحلول ابتكارية وألا يكون حدود أفكاره مرتبطة بتجارب سابقة تقليدية لا تحمل تجديد ولا تتلائم مع طبيعة العصر المتطور والثورة المعلوماتية المتفجرة التى تحيط بنا وبواقعنا، على الشباب أن يكون مطلع على التجارب العالمية فى المجال السياسى ويؤمن أن العالم متفاعل والتأثيرات العالمية لها دور كبير فى الحياة الداخلية لأى دولة. بعد أن يمتلك الشباب كل مقومات ومهارات العمل السياسى تأتى مرحلة التمكين والتى يقع العبء الأكبر فيها على الدولة ومؤسساتها التشريعية والنيابية فى أن تفرز تشريعات تحفيزية وتخلق مناخاً داعماً للمشاركة الشبابية وبناء أرضية من القوانين والفرص للشباب تفسح المجال امامهم للمشاركة والإنجاز والنجاح. وللأحزاب السياسية والكيانات التنظيمية دور فى دعم التوجهات الشبابية للمشاركة السياسية وذلك من خلال افساح المجال للشباب لتصدر التشكيلات التنظيمية على كل المستويات، سواء على مستوى التشكيلات القاعدية أو القيادات العليا، على الأحزاب أن تقدم بيئة حاضنة للشباب لتطوير قدراتهم الذاتية وأن تنظم فعاليات تدريبية ودورات تأهيلية لصقل قدراتهم وتحفيز أفكارهم. على الأحزاب أن تُحسن اختيار كوادرها بما يسمح للكفاءات فى الحصول على فرصتها الكاملة فى تبوء المكان اللائق بها، ولعل حُسن الاختيار هو الضمانة لنجاح الكوادر ونجاح الأحزاب فى ذات الوقت. كما أن على المجتمع المحلى أن يدعم المشاركة الشبابية من خلال اختياراتهم فى الاستحقاقات المختلفة وذلك تشجيعاً لهم وتفضيلاً للكفاءات والكوادر الشبابية الناهضة، وأن يحرص الناخب على فرز الاختيارات المتاحة أمامه وتمييز الكوادر القادرة على العمل والإنجاز. من كل ما سبق يتضح أن المشاركة الشبابية فى الحياة السياسية لا تزال تراوح إشكالية التمكن والتمكين، وعلى الجميع أن يعمل فيما يخصه من واجبات ويقدم ما فى وسعه من جهد لنجاح التجربة الشبابية. فعلى الشباب أن يسعى للتمكن، وعلى الدولة ومؤسساتها أن تسعى للتمكين، وبذلك تكتمل حلقة النجاح الشبابى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;