كم كانت تتمنى لو الأرض تُطوى ويلتقيان! لا تعلم كم مر من الوقت وهى ساكنةٌ بمفردها، لم تعر انتباها لعقارب الساعة فقد كان ضجيج قلبها متفوق عليها.
انتظرت طويلاً والساعات بالكاد تمر وكأنها دهوراً. ما معنى الوقت وأنت تنتظر؟! ثم ما قيمة الوقت إن طال الانتظار؟! يأخذك الانتظار من الدنيا ويذهب بك لغياهب اللا شىء. غارقةٌ هى فى عالمها تنتظر ملاذها ومأواها الذى طال انتظاره ويعلو صخب ضحكات الجميع من حولها وهى لا تكاد تميزه . قطعت على نفسها عهداً أن تنتظر دون أن تنبس ببنت شفة . فأول كلمة فى العام الجديد لن تخرج إلا لأذنيه وقلبه.
كلما حاولت عبرة الفرار من عيناها الحزينتان أخذت نفس عميق ورددت لنفسها سينقضى الوقت حتماً و يأتى . لم تفقد الأمل حتى بعد أن اعتذر عن الحضور ، وتساءلت كثيراً من أين لها بهذا الصبر؟ ظلت هكذا فى مكانها ولم تنتبه سوى لحضوره حين لمس وجنتيها معتذراً حينها قالت : كنت أعلم انك ستأتي. سألها فى دهشة: و كيف علمتِ بعد أن اعتذرت عن الحضور؟ أجابت فى ثقة يملؤها الحب: سل قلبى فهو أعلم.