عنوان استعراضى يغلب عليه الطابع الاستخبارتى الهزلى فى صياغته، لكن ما أن تتأمل المشهد السياسى العبثى الذى نعيشه يوما بعد يوم لن تلبث كثيرا حتى تدرك أنه مقارب للواقع فما حدث ويحدث وسيحدث وسيأكد لك بما لا يدع أى مجالا للشك أننا كنا أمام مسرحية هزلية أبطالها قادة يستهزئون بعقول شعوبهم وضحاياها هم الشعوب أنفسهم.
البداية عند ترامب
استيقظ الجميع فجر يوم الجمعة الثالث من يناير على خبر مفاجئ وهو مقتل قائد فيلق القدس والحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى . فبتوجيه مباشر من ترامب قامت طائرة درونز أميريكية بدون طيار بقصف السيارتين القابعتين أمام مطار بغداد لنقل كلا من سليمانى وأبو مهدى المهندس نائب رئيس الحشد الشعبى.
قاسم سليمانى هو الرجل الثانى فى دولة إيران وله العديد من الأدوار الأمنية المهمة فى سياسات إيران الخارجية، والتى أكسبتها أهميتها الاستراتيجية فى المنطقة فقد لعب دور مهم فى دعم كل من المقاومة اللبنانية بزعامة حسن نصر الله فى لبنان بالإضافة لدعمه العسكرى غير المسبوق للرئيس السورى بشار الأسد، ولا أدل على قوة هذا الرجل من استمرار الأخير إلى يومنا هذا رغم سقوط كل الأنظمة التى خرجت ضدها حركات احتجاجية منذ 9 سنوات.
النهاية الهزلية عند إيران
عقب هذه الغارة الأميريكية اتخذت الولايات المتحدة العديد من التدابير الاحترازية تحسبا لرد أيران بأى عمل عدائى على مقتل سليمانى.
بالفعل قامت إيران بقصف قاعدتين أمريكيتين فى العراق هما عين الأسد واربيل على الترتيب وزعم وزير خاريجيتها بوجود ضحايا أمريكان وأن هذه الضربات هى صفعة على وجه أمريكا.
كما أكد المرشد الإيرانى أن هذه الضربات ستستمر حتى انتهاء التواجد الأمريكى فى إيران.
فى المقابل أكد الرئيس الأمريكى على عدم وقوع أى ضحايا.
فيما بعد اتضحت الرؤية بأن إيران أطلقت عشرات الصواريخ الباليستية من طراز قيام والتى لم تقصف أهدافها بدقة.
فعشر صواريخ استهدفت عين الأسد فى الأنبار وصاروخين استهدفا اربيل الأول سقط فى محيط المطار والثانى فى منطقة غير مأهولة بالسكان أو القوات الأمريكية فيما أخفقت أربعة صواريخ فى الوصول إلى أهدافها أصلا.
الأكثر هزلية من ذلك أنه وبحسب مصادر مطلعة لدى رئيس الوزراء الكندى فإن سبب سقوط الطائرة الأوكرانية فى سماء إيران كان صاروخا إيرانيا ربما أطلق عن طريق الخطأ.
محولات التهدئة
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية حاليا تهدئة الأوضاع مع إيران وظهر ذلك جليا فى الوساطة السويسرية عن طريق السفير السويسرى فى إيران، والذى بعث برسائل من ترامب لقادة فى السلطة الإيرانية.
نخلص فى نهاية القول إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يسعى جاهد لتأمين مقعده السياسى فى الأدوار الانتخابية القادمة عن طريق تحقيق أهداف أمنية واضحة يستخدمها فى الدعاية الانتخابية بدأت بهزيمة داعش، فقتل البغدادى وانتهت بقتل سليمانى.