السلطان قابوس بن سعيد حقق نقله حضارية فى بلاده خلال فترة حكمه التى استمرت نحو نصف قرن، حول بلاده من دولة فقيرة يمزقها الانشقاق والصراع إلى دولة حديثة محترمة لها مكانتها العالمية.
بعد توليه الحكم عام 1970 قام بتحديث القوات المسلحة العمانية وأنشأ وزارة الخارجية وأقام العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة ودول العالم، وأنشأ الكثير من المدارس والجامعات التى تبلغ 9 جامعات وعشرات الكليات المتخصصة ومراكز للفنون وشجع الثقافة والمثقفين واهتم بالشباب.. وقد بنى السلطان قابوس سياسته الخارجية على حسن الجوار والعلاقات المتوازنة مع جميع دول العالم بما فيهم الدول العربية والإسلامية دون التدخل فى شئونها الداخلية جنب بلاده الكثير من الأزمات والصراعات التى اعتصرت المنطقة، وكان صاحب رؤية بعيدة ونظرة ثاقبة فى الشئون الدولية والعربية جعلته يحظى باحترام وتقدير كثير من دول العالم.
فكانت له خطوات ايجابية نحو الديمقراطية فقد أسس عام 1981 المجلس الاستشارى الذى تحول فيما بعد إلى مجلس الشورى العمانى عام 1991 ينتخب كل أربع سنوات ويحق للعمانيين رجالا ونساء الترشح للمجلس.
برغم أن السلطنة لا تملك الكثير من عوائد البترول، ولكنها امتلكت الحكمة فى توظيف هذا القليل فى تمويل خطط التنمية وبناء الدولة الحديثة وتوفير الخدمات والوظائف للشعب فقد كان رجل حكيما ومخلصا وذو نظرة بعيدة المدى.
فقد ارتفع دخل الفرد فى عهده إلى 17 ألف دولار سنويا، وأصبح التعليم والصحة مجانا لكل فرد عمانى، واعتمد على التنمية البشرية الشاملة واقام المشاريع الصناعية والزراعية التى تخدم التنمية فى البلاد.
رحل السلطان قابوس حكيم العرب عن عمر يناهز 79 عاما منذ عدة أيام ومؤسس نهضتها بعد أن أتم مسيرة الإنجازات والعطاء والبناء، وتركها دولة كبيرة تحظى باحترام كل دول العالم وسيبقى التاريخ العمانى يذكر للسلطان قابوس أفعاله وبصماته التى غيرت وجه عمان التى أحدثت نهضة مرموقة فى جميع المجالات.