لقد حان الوقت أن نترك حياة الكسل والظلمات النى عشنا فيها قرونا من الزمان وأن نبدأ فى العمل من جديد لقد حان الوقت أن ننهض بحضارتنا مرة أخرى ولنتعلم من تجـــــارب الغرب فى تطوير أنفسهم.
علينا أن نتعلم كيف حول الغرب حضارتهم من الجهل والظلمات إلى التقدم والتكنولوجيا وحتى لا أغفل دور المسلمين قديماً فإنهم سبقوا الغرب فى التقدم فى مجالات عديدة بل أن الحضارة الغربية اخذت العلم من الحضارة الاسلامية.
فلقد حان الوقت لكى نعمل بكل قوة وإرادة فى أن نصحح المسار فنحن قادرون على ذلك ولكن يجب أن يتم هذا فعلا وليس قولاً أو كلام انشائى فى الفاضى فهذا لن يتحقق إلا بالعمل الجاد.
هناك بعض الأسباب التى رمت بنا إلى التخلف وأن نصل إلى تلك المرحلة المتأخرة والفشل الزريع فى عدم تطوير أنفسنا وبناء حضارتنا وهذا يرجع إلى بعض الأسباب التالية: ـــ
ــ انشغالنا بأشياء دخيلة على المجتمع وتركنا الأهتمام بالعلم الذى دعى اليه الكتاب والسنة.
ــ القيام بالشعائر وليس بتعاليم الإســــلام فنحن نؤدى الصلاة كواجب أو فريضة فالكثير منا يسرح فى الصلاة وقد يتركها أو يؤديها تأدية واجب أو فرض عليه كما فى الخليج لوجود الهيئة فى مواعيد الصلاة.
ــ كما هو معروف أن الدين المعاملة فنحن كمسلمون لم نطبق تعاليم الإسلام فالجميع يرى كيف يعامل البعض مننا الأخر وقد تجد اللحى الطويلة ومع ذلك له لساناً سلط يخرج منه البذاءات... الخ
ــ إنتشار الجهـل ونقص العلم وعـدم الاهتمام بالقراءة والثقافة والاعتماد على وسائل الدمار الإجتماعى فى المعرفة وفى الحياة وكذلك الإنحطاط الأخلاقى الذى أقتحم العالم العربى والذى وصل إلى مرحلة مستعصية حالياً والذى وصل إلى اغتصاب وقتل الأطفال الأبرياء.
لذلك لقد حان وقت العمل وحان وقت التغيير لكى نتخلص من هموم وانحطاط الماضى والتفكير فى المستقبل وكيف ننهض بحضارتنا الاسلامية مرة أخرى فالمطلوب مننا العمل ليلا ونهاراً.
يجب علينا أن نطبق تعاليم الاسلام ولا نكتفى أن نكون مسلمين اسما فلننظر إلى اليابان وكيف إنها بلد ليست اسلامية ولكن تطبق النهج الاسلامى وكيف نحن بلاد اسلامية ولا نطبق النهج الاسلامى.
لقد إرتبطنا ببعض العادات والتقاليد الغربية البذيئة فنحن حالياً نأخذ أسوأ مايوجد فى حضارتهم ونترك المفيد والمستفاد منهم، لقد استطاعت اليابان أن تحـول نفسهـا من هزيمة فى الحــــرب العالميـــة إلى نقلة حضارية رهيبـة نستطيع أن نطلق عليها كوكب اليابان. فهذه بعض الأشياء التى يقوم بها اليابانيـــــون حتى نتأكد إنهم يطبقون تعاليم ديننا بدون أن يكونوا مسلمون فاليابانى عندما يعمل فهو يعمل بكل جدية وإخلاص ويتقن عمله على عكس العربى الذى يذهب إلى العمل كسول ولا يرغب فى العمل ويتفنن فى ضياع الوقت بأى شكل.
نرى أن هناك ضمير يتعامل به اليابانى فى المهنة الذى يقوم بها ومن يقرأ خواطر الشقيرى فى اليابان مع سائق التاكسى الذى أوقف العداد عندما شعر إنه سلك طريقاً غير صحيح حتى عاد إلى المسار وقام بتشغيل العداد مرة أخرى فهو يطبق الضمير من تلقاء نفسه.
وكيف اليابانيون عـندما يدخلون الحدائق العامــــة لا يرمون الزبالة فى الارض ويجمعونهـا فى كيس وكيف يحافظون على الحدائق والاماكن العامة وكيف يحترمون بعضم البعض مهما كان طبيعة المهنة التى يقوم بها فهو فى الأول والآخر إنسان له آدميته وإنسانيته.
وإذا تركنا اليابان وإتجهنا نحو السويد فتلك البلد الاوربى تتعامل مع الشخص من حيث كونه إنسان دون النظر إلى جنسيته فهى تعطى المقيم حق الإقامـــة الدائمة بمجرد إقامته أربع سنوات وتعطى له الجنسيـــة بعد ست سنوات ولكن أنظروا إلى البلاد العربية والخليج وكيف يتعامل المقيم هناك ولو جلس عمره كله فليس له حق الاقامة أو الجنسية ولا يتعامل مثل أصحاب البلد.
لقد حان الوقت للعمل من الأن على تربية الاجيال القادمة على إنه إنسان له الحقوق والواجبات وعلى الإحترام وعلى العلم وعلى القراءة وعلى الثقافة وعلى احترام الآخرين وعلى تنظيم الوقت والأجتهاد والعمل الجاد وأن نطبق المناهج العلمية الصحيحة وأن نستفاد من المناهج الغربية فى تلك المرحلة وأن نطبقها مع أبنائنــــا وعلى الكبـــار أن يغيروا من أنفسهم بقدر المستطاع فيجب أن نربى الطفل على منهج الاسلام الصحيح وتعاليمه وإلا يكون الاسلام أسماً فقط.
يجب علينا أن نترك الكبر والغرور وحياة الفســــاد والإنحطاط الاخلاقى والعمـــل من الان على التخلص من العادات السلبية والتى أدت إلى تأخرنا فيجب أن ننظر إلى الامام والى العمل فنحن لسنا أغبياء أو ينقصنا شيئاً لكى نكون شعباً متقدما فيجب أن تكون هناك رغبة وإرادة من كافة الأطراف فى التغيير فنحن نملك كل شيئاً للوصول إلى قمة النجاح ولكن نحتاج فقط أن نغير من أنفسنا ونبدأ العمل الجاد...
الخلاصة: ــ
ــ إذا قامت الدول العربية وقررت أن تسلك طريق التقدم والعلم وبناء الحضارة الإسلامية مرة أخرى وكان ذلك هدف لهم وكان لديهم الارادة والنية الصادقة والحقيقية للتغييرفلن يقف فى طريقكم شيئاً.
ـــ أنظروا إلى دولة ماليزيا فهى دولة إسلامية وليست كافرة، لقد حققت النجاح لأنها أرادت أن تنجح وتبنى لنفسها كياناً وقيمة بين الشعوب وأستفادت من المتاح لها من الموارد وأصبحت ماليزيا.
ـــ أيها الشعوب العربية يجب عليكم أن تتخلو عن الغرور والكبر والعمل بكل جدية وأن نتحلى بروح وتعاليم الإسلام ونطبقه فعلا وليس قولا وعلى كل فرد فى المجتمع أن يراعى ضميره فى عمله وفى المال الذى يكتسبه.
ــ يجب علينا جميعاً أن نملك الرغبة فى العمل الجاد وهذه رسائلى إلى المجتمع العربى والفرد ومنظمة الاعلام والرؤساء والملوك والحكومات...
أيها الحاكم: أنت الراعى والمسئول فليكن العدل هو السمة السائدة فى حكمك وإياك والاستبداد.
أيتها الحكومــة: الشعب بين يديك فأنتى تملكين القرارات فلتعملى على التخلص من الفساد ومظاهر الرشوة
أيها الشعب: أنت القادر على تغيير أستبداد وظلم الحكومات وأن يبدأ كل شخص بنفسه ونترك مبدأ هى جات عليا أنا فيا أخى الكريم أياً كان عملك أجتهد فيه وأخلص وأبعد عن الحرام وعن الفساد.
أيها الشاب: لقد فاتكم الكثير بالاتجاه إلى أشياء غريبة عن مجتمعنا العربى فكفاكم إهمال فى حق أنفسكم وحق أهلكم وحق مجتمعكم وليكون لكم دوراً فى الحياة ودوراً فعالا وليس هذا بمستحيل فلا تجعلون أن الهدف هو البحث عن اللذة فقط بل الهدف أسمى من ذلك.
أيتها الفتاة: لا تنجرفى وراء كلمات ورغبات سوف تأخذ منك الكثير وربما ينزلق قدماك إلى الخطيئة وطريق اللاعودة فجمالك فى عفتك فأنتى كالوردة إذا قطفت فزبلت وماتت ولم يعد لها قيمة.
الإعلام: الدور عليكم أن تتبنوا سياسة الإصلاح فهى سياسة إصلاح القلوب والعقول من خلال القراءة والوعى والعمل الجاد، فعلى كل اعلامى يملك منبر الكلمة أن يراعى ضميره فيما يقوله وأن يكون الهدف هو بناء وإصلاح المجتمع فلنترك الصراعات والموضوعات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع وأن يكون الهدف هو النهوض بالبلد.
وأخيراً لقد حان وقت العمل والنهوض بحضارتنا من الظلمات إلى النور.