لو أن أصحاب السفينة التى أبحرت بهم وسط المحيط قد دب الخلاف بينهم وراحوا يتقاتلون بعد أن تمكنت الأطماع فى نفوسهم للفوز بالسفينة بعد التخلص من الشركاء فيها، ثم هبت عاصفة هوجاء اقتلعت الشراع وأطاحت بدفة القيادة وبات خطر الموت يلاحق أصحاب السفينة، فما هم فاعلون.
لا شك أن تفكيرهم سيتحول من الطمع فى الظفر بالسفينة إلى التركيز على السعى للنجاة من الموت المحدق بهم . هكذا يجب أن يكون التعامل مع التلوث البيئى الذى بات يزحف ببطء ليهدد أمن وسلامة الأرض التى نعيش عليها.
لم تفلح المنظمات والهيئات المعنية بشئون البيئة بل والأمم المتحدة فى وقف زحف التلوث البيئى ولم تنجح وسائل الإعلام فى نشر الثقافة البيئية وتأصيل المفاهيم الصحيحة للتعامل مع البيئة.
كانت المبادرة التى تبنتها وزارة البيئة " اتحضر للأخضر" عملا راقيا يحتاج إلى تعظيمه بالأفعال وليس بمجرد الأقوال. لماذا لا نبادر جميعا فى تجربة بسيطة ونحن قد اقتربنا من فصل الربيع إلى تحضير أنفسنا لثقافة جديدة تثمن قيمة الورود وأشجار الزينة والزروع فى بيوتنا .
وأن تبادر المؤسسات والمصالح الحكومية لإعادة الحياة للنباتات والورود الجميلة التى كانت تكسو الممرات والردهات وتضئ النوافذ .
اهتمت بعض المدارس فى مراحل التعليم الأساسى فى إعطاء الطفل وردة جميلة فى اصيص وطلبت منه العناية بها فى بيته فكان الطفل شغوفا فى معرفة المعلومة عن هذه النبتة الجميلة من خلال والديه وإذا قامت المدارس بإعطاء كل طفل سمكة لرعايتها فإن ذلك سيجعل الطفل مولعا بكل التفاصيل عن البيئة الصحية التى تحافظ على حياة هذه السمكة. ويجب تخصيص مادة علمية تعنى بالثقافة البيئة والأخطار التى تحيط بنا مالم ننتبه إلى خطورة العبث بالبيئة بدء من التلوث الهوائى والمائى والمحيط الأرضى ووصولا للتلوث السمعى وانتهاء بالتلوث الأخلاقي.