كثيرون يبحثون عن الحب، وغالبية العلاقات بعد فترة يتحدث أطرافها سواء لأنفسهم أو للآخرين بكلمات وإشارات تدل على أن الحب قد ذهبت حلاوته بعد فترة، وأنه لم يعد هناك أى شغف أو لهفة للطرف الآخر وأنه تحول إلى شخص زائد على حياته بل يتطور الإحساس شعوره بأن الطرف الآخر عبارة عن ثقل من أثقال الحياة بدلا من أن يكون البلسم الذى يهون عليه صعوباته، وتنتهى معظم هذه العلاقات إلى الانفصال، سواء الانفصال الحسى مع استمرار العلاقة الرسمية أمام الناس والمجتمع، أو يحاول أى طرف أن ينتقل بإحساسه وحياته إلى أطراف اخرى مكوناً علاقات خارجية أملا منه فى الإحساس بلهفة وجمال الأحاسيس التى فقدها، أو تنتهى بشكل كامل ويبدأ كل طرف فى البحث من جديد عن أحاسيسه ومشاعره مع طرف آخر غير الذى يتخيل أنه قد خذل وأهدر مشاعره.
قد يكون على حق فى هذه الإحساس وقد لا يكون على حق، فقد يقع الكثيرون فى النظر إلى الموقف وكأنه الشخص نفسه لتصبح نظرته إلى الطرف الآخر عبارة عن مجموعة مواقف جارحة ومؤلمة وتفقده الرؤية لأى إيجابيات قد تكون موجودة فى هذا الطرف فيصبح بالنسبة له عبارة عن شخص غير مرغوب فى التعامل معه والنظر اليه مجرد تذكر لكل الألم والأوجاع الحسية والقاتلة للمشاعر.
ولكن... هل توقف الطرفان قليلاً لتأمل أصل العلاقة وكذلك أسباب هذا الإحساس ؟؟؟
لو تأملنا كلمة (حب) ستجدها كلمة مكونه من حرفان هم الحاء والباء، وهنا هى تدل على حب فى المطلق دون تحديد الشخص الذى تحب، أما عندما تزيد عليها حرف الباء لتكون كلمة (بحب) ستجدها كلمه مكونه من 3 حروف الباء والحاء والباء، ونلاحظ تكرار حرف الباء ليكون بداية الكلمه من اليمين مثلما هى من اليسار، وبالتالى تقرا من اليمين مثلما تقرا من اليسار.
فكل طرف من الطرفان ينطق هذه الكلمه التى يعبر بها عن مشاعره وأحاسيسه يكون وصف حالته وأيضا اشار بحرف الباء إلى الطرف الآخر أى أن طرفى العلاقة ينظرون وينطقون نفس الكلمه من الاتجاهين، لأنها كلمة من اليمين مثلما هى من اليسار... اى ان الطرفان فى انتظار المشاعر بنفس الشغف واللهفة.
فلا تعتقد انك طرف فى علاقة حب لتأخذ فقط، ولكن عليك إدراك أن هناك طرفا آخر يريد أن يأخذ مثلما يعطى، فالحب عطاء بلا حدود دون طلب المقابل، فإن اتخذ الطرفان هذا المنهج سيستمتع الطرفان بامواج العطاء التى لا تتوقف دون الاحساس باى فتور أو رتابة فى العلاقة.
أما ان فقد أى من الطرفين احساس العطاء من الطرف الآخر وشعر انه دائما يعطى ولا يأخذ سيكون العطاء بالنسبة له عبارة عن جروح لا تدمى ولكنها جروح عميقة يصعب الاقتراب منها، وهو ما نراه فى الكثير من العلاقات التى دخل التوتر والرتابة طرف ثالث فيها.وتكون مثل الجروح التى لا تشفى فكلما اقتربت منها أو لمستها حتى ولو لمسه خفيفة يقفز صاحب الجرح من شده الالم وكأنك قتلته.
أحياناً تجد أحد الطرفين يتأثر من أقل كلمة أو إشارة غير مرضية له من الطرف الآخر فى العلاقة، فى حين تجده قد يتقبلها من اى شخص اخر، الكثيرون يطلقون عليها كلمه بالعامية وهى "بيتلكك" اظن ان المعنى العامى معروف ولكن الاصل فى هذا التصرف قد يكون لان هذه التصرفات مثل القشة التى كسرت ظهر البعير، فتحمله للجروح الحسيه والتى نتجت عن غوص سكين الإهمال فى مشاعره وأحاسيسه قد تسببت فى تمزيق اوصال الود والرحمة التى لابد ان تكون روابط هذه العلاقة.
ودائماً علينا أن نتذكر أن "الإحساس والمشاعر فى اتجاهين، فانظر فيما تقدمه من مشاعر، مثلما تدقق فيما تأخذه من مشاعر".