أقف بصمت عند زاوية الغرفة
أطالعك بدقه وحذر وحرفه
أراقب تحركاتك ونظراتك
أتخيل لحظات وداعك
أعرف بكل تأكيد
أن لا لقاء جديد
ستذهب ولن تعود
وقلبى سيستمر
بالصعود
تتجاوزنى عقوداً وعقود
ها أنت بدأت تجمع أمتعتك
ذكرياتك آهاتك
أفراحك وأحزانك
أقلامك وألوانك
تدسها فى تلك الحقيبة
حقيبة الأيام
تلك الأيام التى تمتطى حصان الزمان
الهائج الهائم العائد للماضي
أعاتبك بصمت
لم تكن لحياتى زائراً عادياً
حولتنى قوياً
كنتَ شاهداً
لولادة أشياء جميلة
واشياء مملؤة بالاسى
كنتَ شاهداً
لولادة حب كبير
وسرعة نبضات قلبي
وشوقي
قرأت لحظات الوداع
سردتَ تفاصيل اللقاء
وطويتَ كتاباً بالحزن والعناء
كنتَ مؤرخاً لعمق جرحي
وربما بعض لحظات فرحي
كنتَ معلمي
علمتنى الكثير الكثير
أن أكسر قيودَ الأسير
وأثابر على المسير
لنفسى أدوم أوفى نصير
أن لا أتسرع بالتقدير وتقرير المصير
وأنقل سلامى لتلك الأعوام
التى سبقتكَ لمحطة القطار هاأنت ترتدى معطفك
أنها اللحظات الأخيرة
تراقبنى بعيونك وتوارى النظرات
أنت تعرف أن لابد من موعد الوداع
فقطار الأيام مسرعٌ على الدوام
كأسرابٍ مهاجرةٍ من الحمام
تركت لى أوراقاً وآمالاً وبقايا ألآلام
وستأخذ معك الكثير من الذكريات
سأبدأ باستقبال ضيفٍ جديد
وأرتب المكان حالماً
سأتذكركَ دون وقتٍ وميعاد
وأنقش بروحي
حدث فى العام قطار الأيام
عام 2015