يحل علينا فى هذه الأيام ذكرى تدشين اليوم العالمى للتصدى للتنمر وهو يواكب بدء الفصل الدراسى الثانى والتنمر يوازى التهكم والسخرية وقد عرفه العلماء أنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف.
وهذه الظاهرة التى يشهدها المجتمع من ظواهر السخرية والاستهزاء التى تمثل محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم والسخرية والاستهزاء بهم أنها وللأسف خلاف تعاليم الإسلام وأهدافه السمحة التى ساوت بين الناس {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله لا يأمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه أو كما قال صلى الله عليه وسلم) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا» أخرجه أبو داود.
وهنا نذكر بأن التنمر يدمر قدرة الطفل على رؤية نفسه بإيجابية ويؤدى إلى فقدان الثقة بالنفس فيبدأ بتصديق ما يقوله المتنمر وتراوده أفكار عن أنه ضعيف وقبيح وعديم الفائدة فيبدأ فى الشعور بالعزلة والانسحاب من حياته الاجتماعية كما ينخفض مستواه وقد أثبتت الدراسات أن المتنمر أكثر عرضة لإظهار سلوك إجرامى وتعاطى المخدرات فى الكبر مما يعود بالسلب على المجتمع فيجب علينا جميعاً التصدى وعلاج الظاهرة.
والمهم فى هذا العلاج التأكيد على الجانب التربوى عند الأبوين باعتبارهما منشأ الأجيال الأول والموجه الأساس لأبنائهم صغار اليوم وكبار الغد، فعلى الوالدين التنبيه على مثل هذا السلوك والتحذير منه بلطف وحكمة وأن يكونوا قدوة صالحة فى هذا الشأن ومن الضرورى أيضا التواصل مع المدرسة وأهل الطفل المتنمر لإيجاد حل للمشكلة وإيقاف التنمر وهنا نشكر الدولة على المجهودات المبذولة فى القضاء على هذه الظاهرة من خلال وزارة الإعلام والشباب والرياضة ووزارة الشؤون الاجتماعية كما أنها وفرت خط ساخن على مدار اليوم للمساعدة فى القضاء على التنمر وهنا نذكر بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}.