كانت ندا طالبة بالفرقة الثانية من كلية الآداب وكانت تعشق الرسم رغم ضعفها فيه، كانت ندا وحيدة تعيش مع والدتها وأبيها يعمل محاسب بدوله الكويت، وكانت والدتها ربه منزل لا تعمل، تزعم ندا دائما أنها ليس لها مثيل في الرسم، ودائما تطلب من والدتها بعض المال لشراء لوحات فنيه وبعض الالوان الغاليه مثل اللوان الزيت.
كانت تتسم والده ندا بالهدوء الدائم ، اما ندا فكانت كثيره الكلام دون فائدة ودائما تطلب من ابيها بعض المال وكثيره اللوم عليه، في مساء يوم ما جاءت ندا الي والدتها لتخبرها انها وجدت شركه فنيه من خلال الإنترنت تقدر فنها وسوف ترسل لهم صور الرسومات التي تقوم بها لهم عبر الايميل ، يقومون هم بإرسال تكلفه كل رسمه خلال الفيزا البنكية ، بدأت ندا بالفعل في تنفيذ فكرتها وكانت في البدايه ترسل رسمة كل أسبوع وبعد أن رأت النقود تسير في يدها عملت على رسم 3 لوحات في الأسبوع، بدأت تتنمر على والدها ووالدتها وأوشكت أن تكره أبيها ودائما تردد (أنا هاعتمد على نفسي انا فنانة واخيرا لقيت الشركة الي تقدرني ..انا مش عايزه حاجه منكم).
وفي صباح يوم الثلاثاء يوما لم ولن يكن متوقع في الوجدان إذ جاء خبر وفاة والد ندا نتيجة حادث سير طريق بدوله الكويت ، حزنت ندا ووالدتها حزنا شديدا لدرجة أن والده ندا دخلت في حاله اكتئاب شديد.
عدت الأيام وساء الوضع المادي لاسره ندا فجاءت لوالدتها نشكي لها وتقول والدي توفاه الله وكمان ببعت شغلي علي الايميل للشركه الي اعرفها ومحدش بيرد عليا خالص ولا بيبعتولي فلوس مش وقتهم خالص، نظره والده ندا لها وابتسمه ابتسامه بسيطة ممزوجة بحزن وعتاب، وقالت لها والدك توفى وكمان اللي كان جابر بخاطرك برضي توفي (فالذي كان يأخذ منك اللوحات الفنية ويرسل لكي المال هو والدك ليجبر بخاطرك) بكت ندا بكاء شديدا وكان والدها لم يكن متوفي وتوفي الان حين اخبرتها والدتها بهذا الخبر وندمت ندما شديدا لمعاملتها القاسيه لوالدها.
_متستناش جبر خواطر من حد غير من والديك ، فكل من حولك اصحاب مشاعر زائفه تزول بزوال المصلحة الشخصية.