رغم تقدمه فى العمر، لكن ظلت طفوليته غالبة على تصرفاته وتفكيره، يندهش طول الوقت، يحلم دائما بواقع أجمل وأفضل، تسيطر عليه فرحة غامرة كلما أوشك أن يحوّل أحد أحلامه لواقع، يكتئب كثيرا، فينزوى كطفل ويغرق فى عالم من صنعه، رافضا من أعماقه سخافات وبشر فُرضوا عليه فرضا.
يعمل عقله بكامل طاقته قبيل النوم، يتذكر كل شىء وبخاصة أسوأ المواقف والأشخاص، يهتم بربط التفاصيل ببعضها البعض ونسجها كشبكة كبيرة تُظهر له صورة أوضح لقذارات تملأ الواقع.
كلما قابلته وجدته كما هو، عدا بضعة شعرات بيضاء تخللت رأسه وفوديه، لكن تظل نظرة الطفل والدهشة والمرح كامنة فى أعماقه
كم أغبط طفوليته هذه، وترددت كثيرا فى مصارحته بضرورة التمسك بها والابتعاد عن فخ التلوث الإنسانى.. فهيهات أن يستمع إلى!