فتح الباب فى هدوء ووقف بعيداً يتأملها، كان ينظر إليها فحسب، حبيبته كاتبة صغيرة لا يعرفها أحد سواه وبعض الأصدقاء وأيضا قارئة جيدة لكل ما يقع عليها عيناها.
غارقةٌ هى فى كتاب تقرأه لكاتبتها المفضلة وبجوارها دفترها الأنيق .
من الواضح أن ما كان لديها شىء تكتبه فآثرت ألا يضيع الوقت هباء فى غيابه .. كان يراها تعقد حاجبيها تارة ، وتبتسم فى رقة تارة. يعلم أن هذه المؤلفة قادرة على أن تأخدها لشخوصها و أحداثها ، لكنه لا زال لا يحب فكرة أن يقرأ لإمرأه . سألته كثيراً عن السبب ولم يعطها إجابة شافية ، هو أيضاً لا يعلم لماذا لا يفضل إلا أن يقرأ لرجل مثله . اقترب منها يأنس بأنفاسها وعبير عطرها فشعرت بوجوده، ألتفتت له وابتسامتها تزيد لتحتل شفتيها و تحفر بين قسمات وجهها سعادتها برؤيته ، سألته: ماذا تفعل هنا ؟ أخبرها أنه يملأ رئتيه بها .
سألته : أما زلت تصر على ألا تقرأ لإمرأه؟ أجابها : بكل تأكيد، و سألها لماذا تصرين على سؤالى بشأن هذا الأمر و أنتِ تعلمين انى لن أغير رأيى ؟! أخبرته أن فاته أنه يقرأ ما تكتبه منذ زمن ، تحب هى أن تكون الكاتبة الوحيدة التى يكسر من أجلها القاعدة و يقرأ لها ، لذا تسأله كثيراً لتتهلل أساريرها فى كل مرة يجيبها أنها لازالت الوحيدة التى يسمح لكلماتها بعبور قلبه و عقله.