عودى يا روح إلى ربوعك
عودى إلى براءتك وسجيتك
فقد ارتديت ثوباً غير ثوبك
ووطأت قدماك على أرض غير أرضك
ودنس ترابها ثوبك
ثوب البراءة
وما أجمله ثوب
ثوب زينة البنات
وأجمل ما فى الكون
فهو لا يمتلكه إلا القليل و
أنت لست بالقليل
أنت الكنز المرئى حينما ينبلج الصباح
غافياً عنه عشاق الليل الذين يتوارون وراء عتمته
يتسامرون ليلا ساخرين من سجيتك
فما يغريهم هو كحل العينين ككحل ليلتهم
ولكنهم يريدونك مثلهم
سوداء القلب
مرتدية قناعهم
فلا يهدأ لهم جفن حتى تكونى على دربهم
فتتشتتي
وتدور أفكارهم فى ذهنك
وتصبحين فى حيرة من أمرك
أيهما هو الصواب وأيهما هو الخطأ
ولكن فطرتك تنتشلك من حصار الشياطين
لتضعك مرة أخرى على الدرب المستقيم
فحمدا على سلامتك
بعودتك إلى عالمك الطفولي
الذى تعشقينه
حمدا على عودتك إلى ندماء النقاء
ندماء القلوب الطيبة
فلا تتوجسى مرة أخرى
فأنت فى مدينتك الفاضلة
التى رسمتيها فى كراستك
وجملتيها بفرشتك
ونحتى فيها بيوت من الجنة
بعدما كنت من سبايا مدينة ملطخة بالأكاذيب
عودى يا طفلتى إلى قصرك
المعطر بأريج الزهور
أريج براءتك