أضحى التفكير الإبداعى ضرورة تربوية تسعى دول العالم المتقدم لإكسابها لطلابها فى شتى المراحل الدراسية، ويقصد بالتفكير الإبداعى فى أبسط تعريفاته بأنه قدرة الطالب على إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات التى تواجهه فى شتى المجالات أو الاتيان بحل أو شيء غير مألوف، ويتم تدريب الطالب على ذلك فى جميع المواد بلا استثناء؛ حيث يطلب من الطالب مثلًا فى اللغة العربية وضع الكلمة فى جملة بعدة معانى وكذلك فى الرياضيات حل المسألة بأكثر من طريقة بسيطة، فليس هناك حل واحد بطريق واحد للمشكلة بل هناك حلول كثيرة يجب أن يفكر فيها الطالب وهذا هو سر تقدم الدول وإنجازها للمخترعات التى تنافس بعضها بعضًا.
ويعد المعلم من أهم دعائم العملية التعليمية إن لم يكن أساسها؛ ذلك لأن المعلم هو صانع الأجيال وناقل العلم ومربى النشء ولذلك حظى المعلم بمكانة كبيرة فى جميع المجتمعات وعبر العصور والأزمنة التاريخية بل إلى حد وصف أمير الشعراء له بأنه كاد أن يكون رسولاً؛ لأنه ما من رسول إلا وكان معلمًا لأمته، محفزًا إياها على السعى فى الأرض وحل المشكلات التى تواجهها.
ونظراً لأن المعلم يجب أن يكون مبدعاً فى عمله داخل الصف الدراسي؛ لينمى فى طلابه روح الابداع والابتكار والقدرة على حل المشكلات بأسلوب علمى مبتكر، فضلاً عن أهمية الابداع فى عمل المعلم داخل الصف الدراسى وتيسير المعلومة لطلابه بأسلوب سهل جذاب يتوافق مع العصر الحديث ومتطلبات المعايير المطلوبة، وهو ما يتطلب إعطاء الفرصة للمعلم للإعداد لهذا الابداع وغرسه فى شخصية طلابه.
وتهتم الدول المتقدمة تعليمياً بتنمية روح الابداع والابتكار لدى المعلم من خلال المسابقات البحثية والملتقيات المهنية التى تؤصل لإبداع المعلم وعرض خبراته وتجاربه مع غيره بما يصب فى النهاية لصالح الطالب والعملية التعليمية .
إننى أدعو معلمينا إلى الإبداع فى عملهم وتنمية روح الابداع لدى طلابهم بما يساير تقدم العصر ويجعل طلابنا روادًا مبتكرين مضيفين للعلم والحضارة.