فى المقالة السابقة تحدثنا عن عبارات وجمل كان لها أثرها السيئ فى ضرب قيم المجتمع ونشر عدم الثقة بين أفراده، والآن نستعرض مع حضراتكم النموذج الثانى وهو "النوايا"، فنجد الآن الكثيرين يتحدثون عن قلوبهم البريئة ونواياهم الطيبة والتى كانت سببا فى تعاستهم أو شقائهم أو استغلالهم، ويبدأ فى استخدام عبارات وجمل مصورة ناشرا إياها على صفحات التواصل الاجتماعى ولا يعلم مصدرها معلقا عليها قائلا (هذا حالى أو أعجبتنى أو حقيقة) عاجز فى أن يفرق بين النية الحسنة وسوء التصرف، وطبعا نجد خلفة من يؤكد هذا ضاربا تعاليم دينه وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم عرض الحائط.
فديننا الحنيف أكد أن النية الطيبة أو الحسنة من علامات حسن الدين ومن أمارات حسن الخلق، ومن كان كذلك يسر الله أمره وكان سنده وحمايته ورزقه من حيث لا يحتسب، فعلى نياتكم ترزقون تأكيدا لقوله صلى الله عليه وسلم "نية المؤمن أبلغ من عمله" .
كما كان تأكيد ديننا الحنيف بأن أصفياء النوايا هم أصحاب القلوب السليمة والنفوس الطيبة النقية الخالية من الحقد والغل لا يكنون بغضا لأحد ولا يتفننون فى إلحاق الأذى به.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى" إلى آخر الحديث
لذلك فإن أفعال المرء محكومة فى الأساس بنيته فإذا كان يرجو الله من وراء فعله فمؤكد سيجزيه الله وإن كانت نيته لأمر آخر سيؤاخذه عليها
وخير مثال يؤكد أن أجر صفاء النية كبير حتى إنه ليس جزاء إلا الجنة، فقد كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه يجلس مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم بحضور النبى صلى الله عليه وسلم حين قال النبي: "يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فيدخل رجل يصلى ويرحل وثانى يوم وإذ هم جلوس أيضًا يقول النبي: يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فيدخل نفس الرجل وثالث يوم يتكرر الموقف" وكما تعلمون باقى الأحداث وما قام به عبد الله بن عمرو حتى توصل لسبب دخول هذا الرجل الجنة وهو إنه كل ليلة قبل خلوده للنوم يعفو عمن ظلمه ويتخلص من أية ضغينة يحملها فى قلبه تجاه أى أحد - فقط وبصفاء النية أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة
ما أروع أصحاب النوايا الطيبة الصافية
من هنا نقف على ما يتسبب فيه هؤلاء الشرذمة من نشر أكاذيب وأمور من شأنها ضرب الدين فى مقتل وأنهم زراع لأعداء الاسلام والأمة، وأنهم ما هم إلا أداه استخدمت بسبب جهلهم فى تجويف الدين وقولبته فى قالب أجوف خال من المعانى النبيلة.
أخى الفاضل أختى الفاضلة أنعم الله علينا بنعمة العقل للتفكر والتدبر وميزنا عن سائر مخلوقاته به وأول ما طلب المولى جل شأنه من نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم فى كتابه العزيز هو "اقرأ" فياأخى الفاضل وأختى الفاضلة اقرأ وتدبر فصاحب العقل يجب أن يطلع ليبدع ويكون هو وليس غيره فكن أخى وأختى أنت ولا تكون ناقل ومقلد لا تكن مثل البغبغاء ولكن "كن أنت" وثق أن بثقافتك وعلمك أصبحت داعم لدينك ووطنك وكنت مثل وقدوة يحتذى بك
أحبائى انشروا الحب – انشروا السعادة – انشروا السلام – أجبروا الخواطر.