مهنة التدريس من أجَل وأمتع المهن على الإطلاق؛ ذلك لأن تلك المهنة هي المنوط بها نقل العلم والحضارة عبر الأجيال، كما أنها مهنة الأنبياء والمرسلين، فضلًا عن تأثير المعلم على طلابه من حيث السلوك والشخصية، فالمعلم ليس مجرد مسؤول عن نقل العلم فقط بل هو تربوي يؤثر في حياة طلابه، كما أن مهنة المعلم من المهن القليلة التي يحاسب أصحابها على تصرفاتهم وحياتهم الشخصية فهي ليست ملكًا لهم فقط بل يؤثرون على طلابهم في حياتهم نظرًا لكون المعلم قدوة لطلابه.
والمعلم يشترك مع الوالد في تمني أن يكون الطالب أفضل منه، فغاية كل معلم من الناحية الأكاديمية أن يستوعب طلابه الدرس ويتقنوه ويطبقونه ويكونوا من الأوائل ليس على المستوى المحلي فقط بل المستوى العالمي بل، ويتمنون أن يكون طلابهم أفضل منهم علمًا ومكانة وهو ما يجعل المعلم في مكانة الأب من حيث حبه لطلابه.
ومهنة التدريس على المستوى الشخصي مهنة ممتعة لمن يعشقها بصرف النظر عن صعوبتها وتطلبها علم وفن وصبر وحكمة وروية لا يملكهم إلا معلم يحب عمله ويبتغي الأجر والثواب من عند الله عزَ وجل، ويكفي المعلم فخرًا أنه صاحب رسالة وهو المعلم لكافة فئات المجتمع فكلهم تخرج من تحت يديه وأخذ من العلم الذي علمه إياه.
إن التدريس مهنة عظيمة لا يقدر أجرها وثوابها إلا المولى عزَ وجل نظرًا لعظيم قدرها وتأثيرها على أهم ثروة يمتلكها أي مجتمع وهم ابناؤنا وطلابنا، وفق الله معلمينا لما فيه الخير والصواب وجزاهم عن عملهم خير الجزاء.