البعض منا فى هذه الحياة يعتقد أنه الملاك الوحيد على وجه الأرض فى عالم مليء بالشياطين، ولكن الحقيقة المؤلمة التى قد لا تعجب البعض أننا كلنا عيوب، ولا أستثنى أحدًا من تلك المقولة، فمن يجلس مع نفسه فى خلوته ويستعرض حياته فسوف يجد فيها الكثير والكثير من الأخطاء، لأنه وباختصار لا يوجد إنسان كامل، أو خالٍ من العيوب والنقائص الأخلاقية، وهذا هو المتعارف عليه، أو ما يكاد يُجمع عليه معظم العقلاء. وعلى الرغم من إقرار عدد كبير من الناس بعيوبهم، إلا أن عددا آخر - قد يكون أكثر أو أقل- لا يعرف شيئا عن عيوبه، ويحتاج إلى من يبصره بها، وينبهه إليها.
ولكن، لماذا لا نحاول أن نصرف تفكيرنا إلى النظر فى عيوبنا قبل أن يمسك لنا أحد المرآة وهو يشير إلى موضع ما فينا ليقول لنا إن بهذا الموضع عطبا يجب إصلاحه، لماذا ننتظر أن يقول لنا أحد ملاحظة ما ثم تأتى ردة الفعل التى لا يعرف أى منا كيف ستكون، ولا بأى قوة ستكون؟ لماذا ننشغل دائما بالكشف عن عيوب الآخرين، ولكننا قليلاً ما ننشغل بالكشف عن عيوب أنفسنا؟.
فى كل تجمع بشرى لا بد من وجود فئة متخصصة بإبراز عيوب الآخرين، ولكنها لا تكاد تعرف شيئا عن عيوبها، وهذه مصيبة؛ فالطبيعى أن ينشغل الإنسان بالآخرين بعد أن يفرغ من نفسه.
كن إيجابيًا، وعاهد نفسك على أن تغير عيوبك أولًا قبل مطالبة الآخرين بتغيير أنفسهم.