القارئة حنا عادل النجار تكتب : البخيل الحكيم

يحكى أن سيده تدعى فضيله ، فى الستينيات من عمرها لديها ثلاث بنات ، زوجها توفى فى حرب اكتوبر 1973، ولم تمتلك شيئا سواء معاش زوجها الذى يعتبر العائل الوحيد لها ولبناتها . تقدم احد الشباب لطلب الزواج من ابنتها "علياء" ، فرحت جدا السيده "فضيله" ولكن سرعان ما عاد الحزن يطرق ابواب قلبها من جديد لانها لا تملك شيئا سواء معاش زوجها ، حزنت جدا السيده فضيله ولا تعلم كيف تتصرف وضعت فى حيره ، فهى كمثل اى ام تريد زواج ابنتها ومن ناحيه اخرى لا تمتلك شيئا لا مال ولا ارض فالأشياء البسيطة التى كانت تمتلكها باعتها لاستكمال تعليم بناتها. اقترحت عليها جارتها "صفيه" ان تذهب الى شخص اسمه "توفيق " ، فالمعروف عن توفيق انه من اثرى اثرياء القريه، مؤكدة لها أنه لا يرد مظلوما ، أو محتاج، بالفعل اقتنعت السيدة فضيله بكلام جارتها وذهبت الى منزله فلم تجده فأخبروها انه فى ارضه ، ذهبت لأرضه فرأته يقطع الاشجار ،عادت بدون اى حديث بينها وبينه وذهبت لجارتها فأخبرتها بما حدث قائله لها "رأيته يقطع الاشجار وهو لا يحتاج الى مال فهل يقبل ان يعطينى مساعده ، ردت عليها جارتها قائله :- اذهبى له مره اخرى ولا تندمين ، بالفعل ذهبت له مره اخرى فرأته يقوم بتخيط نعله ونعل زوجته ، ضحكت السيده "فضيله" وعادت مره اخرى الى جارتها "صفيه " بدون اى حديث بينهما ، اخبرتها بما حدث فقالت لها جارتها اذهبى له فلا يرد مظلوم او محتاجا ، لم تقتنع فضيله بكلام جارتها وقالت فى نفسها دى اخر مره هروحله. وبالفعل ذهبت فضيله للعم "توفيق " فرأته يغسل بنفسه بعض "البطاطين القديمه " فضحكت وذهبت اليه ،بعد السلام ، فقال لها توفيق :- انا اراكى كل يوم تأتى إلى ثم تذهبين دون كلام فماذا بك يا سيده. حكت له فضيله القصه وماذا تحتاج منه ، فسألها ولماذا تعودين ولا تطلبين منى ما تريدى ، فردت عليه السيدة فضيله "لانى رأيتك بخيل وأنت تملك الكثير من المال ، فأول مرة رأيتك تقطع الاشجار وانت لا تحتاج للعمل فى الاشجار او المال ، وثانى مره رأيتك تخيط النعال القديمه وانت فى الحقيقه تملك مايشترى مصنعا للنعال ، والمره الثالثه رايتك تغسل بعض البطاطين القديمه بنفسك. ضحك العم "توفيق" وقال لها :- عندما رأيتنى اقطع الاشجار فانا كنت اقطعها لعمل اوضه نوم لفتاه قابله للزواج وغير قادره على شرائها وعندما رأيتينى اخيط النعال ففى الحقيقه هذه ليست نعالى او نعال زوجتى ،بل هى نعال امى وابى "رحمهما الله " فهذا ما تبقى لى منهم ، وعندما رأيتينى اغسل البطاطين فهذا ما افعله فى كل فصل شتاء لتوزيعه على الفقراء. فالبخيل يا ابنتى يقال عليه بخير فى ثلاث حالات فقط، اذا بخل عن ربه ، اذا بخل عن صلاته وصومه واذا بخل على اهل بيته فهذا فقط من يقال عليه بخيل. تعجبت السيده من حكمته وتأسفت له لإصدارها عليه حكم انه بخيل واخذها بالمظاهر، قدم لها الرجل كل ما تحتاجه من مساعدة وحضر فرح ابنتها وكان لابنتها الاب ولها الاخ المعين فى الشدائد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;