القارئ خالد زهير يكتب: ما الذى تستطيع أن تفعله التكنولوجيا لمواجهة كورونا؟

دائما ما يكون السؤال أهم من الإجابة. واعتقادي أن هناك أسئلة كثيرة خاطئة أو غير مهمة. منها: "هل نحن مستعدون تكنولوجياً؟" أو "هل لدينا الإمكانيات المادية والبشرية لاستخدام التكنولوجيا". فالسؤال الخاطئ لا يؤدي إلى أي نتيجة. أما السؤال الصحيح حتى مع إجابة خاطئة، يفتح الباب لنقاش جاد وحقيقي. ومن الممكن أن يصل بنا إلي إجابة تساهم في تحسين الوضع الحالي. سأتكلم عن الموضوعات الآتية: التكنولوجيا المستخدمة في الصين لمواجهة الفيروس وتحديدا المركبات ذاتية القيادة والمركبات الموجهة عن بعدالفرق بين استخدام نفس التكنولوجيا في الحالات الخاصة، كمواجهة الفيروس، مقارنة باستخدامها العاديالتحديات الحقيقية لاستخدام التكنولوجياماذا تملك مصر وخصوصا في مجال المركبات الذاتية القيادة اسمحوا لي أن أتكلم كمتخصص في تكنولوجيا المركبات الذاتية القيادة مع تواضع مستواي بالمقارنة بآخرين. وأرجو التصحيح من الجميع. سواء كانت معلومات خاطئة أو ناقصة أو غير دقيقة. التكنولوجيا المستخدمة في الصين لمواجهة الفيروس: من أهم التكنولوجيات المستخدمة هي المركبات ذاتية القيادة والمركبات الموجهة عن بعد. وتكنولوجيا هي نوعان: داخل المستشفى لنقل الطعام والدواء للمرضى (والأهم لنقل النفايات الطبية وغير الطبية) بأقل احتكاك وخارجها لنقل المصابين من مكان لمكان خارج المبنى. وهناك أيضا الطائرات الصغيرة بدون طيار (درونز) المجهزة بكاميرات حرارية لقياس درجة حرارة الناس في الشارع وكذلك للكشف عمن يلبس القناع الواقي ومن لا يلبسه. وأخيرا قاعدة بيانات متاحة للجميع تبين على أي تليفون المناطق التي يجب تجنبها وأين وقعت الإصابات. الفرق بين استخدام نفس التكنولوجيا في الحالات الخاصة، كمواجهة الفيروس، مقارنة باستخدامها العادي: يجب أن نفرق بين الاستخدامين. فمتطلبات الحالة العادية عادة ما تؤدي لتأخير استخدام التكنولوجيا. مثلا: المركبات الذاتية القيادة مطالبة بأن تكون سريعة، مريحة ورخيصة مقارنة بالبدائل (كالعنصر البشري أو الاستيراد أو الانتظار لانخفاض الأسعار). أما في الحالات الخاصة فالمهم هو الوقت وتناسب التكلفة مع الإمكانيات وقدرتها الحقيقة لخدمة الغرض. فيصعب أن نتحمل مليارات الدولارات ترهق ميزانية الدولة ولكن من السهل تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لهذا الغرض حتى مع زيادة التكلفة بسبب سرعة التنفيذ. التحديات الحقيقية لاستخدام التكنولوجيا: يتصور البعض أن التحديات الأساسية هي تحديات مادية أو تكنولوجية. وأتصور أنها أساسا تحديات صناعية ولوجستية. فمثلا هناك حاجة متزايدة في العالم لكمامات الوجه. والتحدي هنا ليس ماديا ولا تكنولوجيا. وإنما تحدي صناعي لوجستي: هل نستطيع أن نؤمن المواد المطلوبة لصناعة الكمامات وهل لدينا القدرة على التصنيع في فترة وجيزة وهل يمكن شراءها من الخارج؟ (الجميع يحتاجها فليس من السهل تصديرها). نفس الشيء بالنسبة للعربات الذاتية القيادة. التحدي الأساسي هل نستطيع أن نستورد جميع المكونات بالأعداد المطلوبة مع غلق بعض المصانع في الصين وغيرها؟ كم سيارة نستطيع تجهيزها في أقرب وقت؟ ماذا تملك مصر وخصوصا في مجال المركبات الذاتية القيادة: بدون كلام إيجابي أو سلبي لا يعني شيء مثل: طبعا لدينا الإمكانيات أو أين نحن من العالم. نحن نملك بعض الإمكانيات التي تؤهلنا لعمل شيء إيجابي. تحديدا. أقامت شركة صناعات مغذية للسيارات مركز تطوير في مصر منذ ما يقرب من 17 عاما. وهناك ما يقارب من 2000 مهندس يعمل حاليا في تلك الشركة في مصر. وهي ليست الشركة الوحيدة العاملة في مصر. بالإضافة إلى ما يقرب من 200 - 300 يعملون حاليا في شركات السيارات في أوروبا. وهناك شركتان (على الأقل) تعملان في مجال السيارات الذاتية القيادة أسسها مصريون. واحدة في مصر (وتعمل بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات) والأخرى في ألمانيا. وعلى مستوى الجامعات فالجامعة الألمانية لديها سيارة تعمل ذاتيا، كما أن هناك نشاط مماثل في جامعة عين شمس والجامعة الأمريكية (هذا على حسب علمي - وهناك جامعات أخرى لا أعلم عن نشاطاتها). أما عن تكلفة المركبة الواحدة فلن تزيد عن 10 آلاف دولار. أي مليون دولار لعمل 100 مركبة. كما أن هناك عددا من الشركات التي تعمل في مجال الروبوت. والتحدي الحقيقي كما ذكرت هو تصنيع أو تجهيز تلك المركبات وتأمين المواد اللازمة للتصنيع بما فيها البدائل. إذا ما الذي تستطيع أن تفعله التكنولوجيا في مصر لمواجهة فيروس كورونا؟ نستطيع أن نجمع من يرغب (هناك خطر صحي على من يتطوع للمشاركة) تحت مظلة واحدة لتحويل مركز الحجر الصحي في مرسى مطروح لمنطقة ذاتية القيادة لتقليل التعامل مع المرضى مباشرة لما يمثله هذا من تحدي لوجستي (الاحتياطات المتبعة مع كل تعامل مع المرضى). وهنا يأتي التساؤل: هل نحن فعلا في حاجة لهذا؟ نعم. فاحتمالات انتقال الفيروس لجميع دول العالم موجودة مهما كانت إجراءات الدخول والخروج. وإذا لم تحتاجها مصر مباشرة فقد يحتاجها بلد من جيراننا. وفي هذه الحالة فمن مصلحتنا أن نساعدهم قبل أن يأتي إلينا الفيروس.

ملحوظة هامة: هذه ليست دعوة للذعر أو القلق. وإنما هي دعوة حقيقية لاستخدام التكنولوجيا في مصر لمواجهة فيروس كورونا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;