أمى التى فى خاطرى دوما معى *** ليس البكاء وإن أطلت بمقنعى
شوقا إلى أمٍ عطوفٍ حانيــــــــة *** يدُبُ دوما فى ثنايا أضلعى
مرت ومر العمر دهراً بعدها *** وكأنها عينى وصوب مسامعى
يا أمى أنت سكينتى وأمانى *** وأنت نورٌ فى ظلام حياتى
ذكراك تشدو عبرها فتحيلها *** زهرا فتخشى صوتها العسراتِ
والصعب حين ذكرت لان عسيره *** أنت السبيل لكل صعب أتِ
ألقاك فى فرحى وفى أحزانى *** والروح مشتاق إلى ترياق
الناس هذا حظه مال وذا علم *** وذاك أمٌ كريمة الأخلاق
فإذا رزقت بنبع أمٍ دافىءٍ *** فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
تشجيك طربا حين تسمع صوتها *** الذوق كل الذوق فى الكلمات ِ
لا تستهين بصغير سن عندها *** مثل الكبير تساوا فى الدرجاتِ
والصبر يغلبها بكل حياتها *** ويعينها سيلاً من العبرات
أمى أراك فى عيون صغارى *** أدعو بأن يتوثوا الأنوارَ
يصفو ويلمع حبهم وبهاؤهم *** فى مهدهم وحياتهم أخيارا