كثيرا ما نضجر و نغضب من تدنى مستوى بعض الخدمات العامة كرصف بعض الطرق أو بعض المستشفيات التى لا تليق باسم مصر أو تكدس المدارس بالتلاميذ أو نظافة الشوارع والطرق، وأسهل ما نفعله هو أن نسلط دائرة الاتهام واللوم على الحكومة المصرية ومن يرأسها ونكيل لهم الاتهامات بالفساد والتراخى والإهمال.
لكن إليك صديقى القارئ وجهة نظر يمكنك التمعن فيها ومعرفة مغزى هذا المقال هل تعلم سيدى القارئ أن من أهم موارد الدول هى تحصيل الضرائب حتى تستطيع الإنفاق، أنا لا أقصد هنا ضرائب المرتبات التى يتم تحصيلها من الموظفين كافة، لكن ما أقصده هنا هى ضرائب المهن الحرة التى لا يقوم بدفعها بكل أمانة إلا من رحم ربى، هل فكرت أيها المواطن أنك عندما تذهب إلى الأطباء فى العيادات الخاصة الذى تخطى قيمة كشف بعضهم 1000 جنيه وتتكدس عيادته بالمرضى هل توجد آلية واضحة لتحصيل الضرائب من هذا الطبيب؟ هل هو يمسك حسابات منتظمة هل يخضع لرقابة؟ الإجابة عندكم، وعلى الجانب الآخر مراكز التعليم الخاصة تصل قيمة ما يحصله المدرس فى المجموعة الواحدة ما يقارب 20000 أو 30000 فى ساعة أو ساعتين، هل قام بدفع ضرائبه هل يملك أصلا بطاقة ضريبية؟ هل اشتريت سلعة من قبل من على مواقع التواصل الاجتماعى بالطبع نعم هل أصحاب هذه التجارة يعطون البلاد حقها؟ هذا جانب، أما على الجانب الآخر الحرفيين أذكر أننى جلبت سباكا إلى منزلى لتغيير مقبض مياه فقد طلب منى 120 جنيه مصنعية أعلم أن أصحاب الحرف لا يملكون مصدرا ثابتا للرزق، لكن كثيرا منهم يكسبون مالا كثيرا فإن أدى ما عليه من ضريبة ستضمن له الدولة ما يعينه على عيشه إن توقف عن العمل لأى سبب كان أنا أتساءل هل أصحاب المهن الحرفية وأصحاب الورش يؤدون حق الدولة حتى تؤدى الدولة حقها تجاهنا.
يمكننا أن نكون من أغنى بلاد العالم، لكن إن استغنينا عن التحايل، وقمنا بسداد ضرائبنا، نحن نهرب ثم نلوم الدولة على تقصيرها ابدأ بنفسك سنكون من أفضل الدول وأغنى الدول، وأنهى بقول الله "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".