فى هذه الأيام تجد بائعى الورد فرحين لأن تجارتهم تنشط بسبب هرولة الأولاد لشراء هدية الأم معتقدين أنهم فعلوا شيئا كبيرا وأدوا ما عليهم تجاه الوالدين، مقابل إهدائهم وردة قد تكون صناعية أو طبيعية فى عيد الأم، وإذا نظرت إلى تصرفات الأبناء طوال العام تشاهد القلوب والأبصار صورا يدمى لها القلب وتدمع العين من عقوق الأبناء وزوجات الأبناء تجاه الوالدين، خاصة عند كبر الوالدين وحاجتهم الماسة لمن يرعاهم ويحنوا عليهم ويحسن معاملتهم وقد وضع القرآن الكريم مقياسا ومعيارا لمعاملة الوالدين عند كبرهما بقوله تعالى "ولا تقل لهما أف ولا تنهرما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" هذا فى حياتهم وعند موتهم "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا".
أما فى واقعنا شاهدنا من يلق بأمه وأبيه فى الشارع إرضاء لزوجته وأيضا من رمى والده فى مستشفى ولم يزره ويقدم علاجه، وسمعنا عن والدين كانا طعامهم طوال أربعة أشهر خبز وبصل وملح لم توقد نار لهم يطهون طعام عليها، وهناك فاصل بين الابن والوالدين سقف بعرض 20 سنتيمترا فقط، والابن لا يشعر بهما، وأيضا امرأة فى كبرها أصيبت بألزهايمر وعدم التحكم فى البول عرضت مبلغ 300 جنيه أسبوعيا على زوجات أبنائها مقابل إطعامها معهم ورعايتها فرفضوا جميعا فأصيبت بجلطة وكانت أسيرة أسرة المستشفى وماتت بالمستشفى، وكانت أمنيتها أن تموت فى بيتها على فراشها فى وسط أبنائها، الوقائع مريرة وإذا نظرت إلى أى إنسان ينام على الأرصفة تجد وراءه عقوق الأبناء وقصة مؤلمة داخل صدره لم يبح بها لأحد واكتفى بنارها داخله يتألم منها فى صمت ويصبر على الألم حتى يأتيه اليقين.
أيها الابن العزيز أيتها البنت العزيزة أمك وأبيك هم بوابة دخولك إلى الجنة ولن ترى الجنة وتشم ريحها إلا بعد أن يرضى الوالدين عنك شهادة العبور إلى الجنة لا بد أن يوقع عليها من والديك وإكرامك لأمك ليس بوردة فى دقائق معدودة ثم تنصرف عنها، ولم يصلها إلا القطيعة منك طوال العام ديننا يلزمك على الإحسان إلى الوالدين واحترامهما ورعايتهما فى كل وقت هذا إن كنت تريد النحاة فى الدنيا والآخرة أما إن كنت تريد إرضاء زوجتك على حساب والديك وعقوق والديك أبشرك بالجحيم فى الدنيا والآخرة وانتظر فالوقت بمر بسرعة وأبناؤك سيفعلون بك مثل ما فعلت بوالديك فكما تدين تدان وبغير رضاء والديك ستهان.