قد يمتلك الواحد منا مهارات عديدة، وقدرات هائلة، وتتملكه الرغبة والحماسة لتحقيق إبداعاته وفرض إمكاناته، إلا أن أغلب الناس يعتقدون أن الظروف المحيطة تقف حائلا لتحقيق آمالهم، يحكى أن أحد صيادى السمك كان يصطاد، وكلما خرجت سمكة صغيرة أخذها، وكلما خرجت سمكة كبيرة ألقى بها فى البحر مرة أخرى، فمر رجل وشاهد ما يفعله هذا الصياد فاقترب منه وسأله: ما هو السر فى إلقائك بالسمك الكبير فى البحر مرة أخرى واحتفاظك بالسمك الصغير؟ فرد عليه الصياد قائلا: أنا حزين جدا على هذا الفعل ولكننى مضطر إلى ذلك، حيث إن القدر الذى أطهو فيه السمك صغير ولا يتسع للسمك الكبير. وهذا نموذج للتفكير الذي يقف عند حدود الاكتفاء بالطعام.
لم يفكر الصياد في إمكانية تقطيع السمك الكبير ليسعه قدر الطعام، أو بيع السمك الكبير والاستفادة بثمنه ثم شراء قدر كبير، ولم يتسع فكر الصياد ويسمو فوق الهدف الشخصي والمصلحة الفردية لكي يقوم بتقديم السمك الكبير هدايا للفقراء والجوعى. إن كثيرا من المواقف التي كتب لها الفشل ترجع إلى افتقار العزيمة والإرادة ومرونة التفكير وسعة الأفق. الجميع يريد أن ينجح ولكن قلة هم الذين يكتب لهم النجاح الساحق، لأنهم يمتلكون العزيمة والإرادة رغم أن القدرات قد تكون متساوية بين الجميع.
ومن المؤسف أن الأفراد الذين يفتقرون إلى العزيمة والإرادة القوية هم غالبا ما يتصدرون المجالس للحديث عن فشل المجتمع، والفشل يبدأ من عندهم وهم لا يرون.
إن العقبات التى يواجهها الإنسان قد تكون كبيرة، لكن إرادة الإنسان أكبر، لم يقف الفشل الدراسي عقبة في طريق أينشتاين واديسون والسكاكي وغيرهم ممن حفروا أسماءهم بأحرف من نور في صفحات التاريخ. وفي تصور علماء النفس والاجتماع، أن بالتدريب المستمر الطويل يمكن أن يحقق الإنسان العادي ما يظنه المشاهد معجزة وموهبة متفردة فقط إنها الرغبة والإرادة لكي تصنع المعجزات.