عقلى لن يكف عن التساؤلات وقلبى لن يتوقف عن ضخ الحب والدعم فى الطرقات وأوردة الأرض !! .. ولكنه أيضا لن يتوقف عن ضخ الألم فى كل خلية فى جسدى.. عندما يرانا فى غيابات عدم الوعى والجهل وقصور التفكير وعدم التقدير والحب لبعضنا البعض؟!!.. أكثر من موقف فى يوم واحد..!!
ففى إحدى الهايبرماركت !! حدث موقف أثر فى نفسى.. فقد قابلتنى اثنتان من الفتيات الفضليات الأنيقات.. يعملن كمندوبات!!. واحدة منهن عرضت عليا ما معها من منتج.. تركت ما بيدى ونظرت لها وابتسمت وقلت " تسلمى حبيبتى شكرا ليكى انا مش محتاجة ده دلوقتى ميرسى لذوقك!! " وعدت اتفحص ما أحتاج.. فسمعت الفتاة تقول لزميلتها "انتى سمعتيها قالتلى ايه؟!! قالتلى شكرا وميرسى لذوقك..!! مش الناس التانين ال مش بيردوا علينا وبيعاملونا بقرف" ..!! " الكلام وجعنى أوى ".. نظرت لها فوجهت لى الكلام وقالت.." تخيلى حضرتك ياريت الناس حتى مش بترد علينا وبس..!! لكن دول كمان بيبصولنا من فوق لتحت، واكتر من كدة والله.."!! هما ليه مش فاهمين اننا بنشتغل؟! ..طيب هنعمل إيه ؟!!." لم اعرف تحديدا ماذا اقول فقد تلجم لسانى..!! وابتسمت لهن وشكرتهن وطيبت خاطرهن..وأكدت عليهن أن مثل هؤلاء اشخاص لا يحبون انفسهم أساساً..!!والعيب فى ما بداخل هؤلاء البشر من نقص الأخلاق والحب..!! ليس ذنب هذه الفتاة او غيرها انها قد تعلمت تعليم عالى وخرجت للحياة لتلبية احتياجاتها كأى شخص طبيعى لن يظل حمل على أهليته فى ظل ظروف اقتصادية صعبة !! ولم تجد عمل غير هذا..!! هذه الفتاة اشرف من كثيرين من الرجال الخانعين .. !! وكثيرات من النساء ممن ياتين بالمال من الحرام ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها).
فهذه الحرة يعلم الله ما حالها من الإرهاق والإجهاد فهى تقف على قدميها لساعات طويلة..!! فلماذا نتعامل ونصنف الناس حسب ما بداخلنا من جهل وقلة تقدير.. ألا نتشبه بالغرب فى اى شيء غيرطريقة الملبس والعلاقات المتحررة ..؟!! ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء..!!. وقد تزامن هذا مع الموقف الثاني.. فبمجرد أن المسئولين أعلنوا عن التدابيرالوقائية التى بها نقلل من نسب الإصابة بفيروس القرن(كورونا )..ووجدنا اعداد من الناس ليست بالقليلة ممن لديهم فائض من المال قد تهافتت على شراء السلع الغذائية، والمواد الكحولية لدرجة انهم لم يهتموا غير بأنفسهم ولم يفكروا فى ان غيرهم لديهم انفس وأطفال أيضاً ..!!
فكان لزاماَ عليا أن أطرح السؤال !!.(إحنا ليه كده ..)؟!! ..ألا نتعظ ونتكاتف؟!! غير أن العالم أجمع أخذوا ما اتيح لهم من تدابير وجاهدوا انفسهم للحد من خطر إنتشار الإصابة بالفيروس فى حين اننا مازلنا نمارس معظم عاداتنا ونتكتل فى تجمعات..!! فما فائدة تخزينكم للمواد الغذائية والكحولية إذن ..؟!! ولكن هناك تساؤل اخطر بكثيرعن شريحة كبيرة من المصريين من فيروس كورونا نفسه!! ؟..الناس ال بتاكل باليومية وارزقية اليوم الواحد(كيف سيعيشون طوال فترة الحظر الإجتماعى )؟!!هل من حل لهم من المجتمع لمساعدتهم مساعدة فعالة وعاجلة جداً..؟!!حضرتك عارف يعنى ايه بنى أدم عنده بيت وأطفال وأرزقى باليومية فى ظل خطر وباء؟؟!! ومازلت فى وجع قلبى وسأبدأ بنفسى..!! فما قيمة الجسد دون الروح فالموتى الان بالخارج يدفنون وقد يحرقون دون شعائر دينية.!!علينا ان نتكاتف ونحب بعضنا البعض دون مساس دون عناق فنحن فى زمن الكورونا 2020.