ما أجمل أن تكون شخصًا متواضعًا، رغم أنك تملك كل شيء، فهذا يُضفي عليك جاذبية من نوع آخر، فبالطبع، ستكسب الكثير، وإن كانت أولى تلك المكاسب على الإطلاق، هي حُب من حولك، ولكن التواضع يهبك أهم ميزة في الوجود، وهي قُدرتك على فهم الحياة على حقيقتها.
فالمغرور لا يرى سوى نفسه فقط، ولا يشعر سوى بآلامه فقط، ولا يفرح سوى بنجاحه فقط، وهنا يُغلق الدائرة على نفسه فقط، وإذا انغلقت الدائرة، ستدُور بمن بداخلها، ويدُور هو في داخلها، مُنفصلاً عن العالم المُحيط به تمامًا، وهنا سيفقد أهم نعمة في حياته، وهي الاستمتاع بحياته، والاستمتاع بالحياة يعني أن تعيش على طبيعتك، عندما تتنابك أي حالة، فلا تدع للمظاهر أن تقف حجر عثرة ضد أحلامك وتصرفاتك، فيمكن أن تأتِ بأي تصرف طفولي، طالما أنك شعرت بحاجتك إليه.
فالحياة أبسط كثيرًا من كل التعقيدات التي نضعها، فهي قصيرة للغاية، لذا علينا أن نستمتع بها، وبكل لحظة فيها، دون أن نُشوهها بحسابات لن تمنحنا سوى بعض المظاهر الكاذبة.
فالتواضع لا يعني أنك تتواضع مع الآخرين فقط، ولكن يعني في المقام الأول أن تتواضع مع نفسك، ولا تغتر عليها، حاول أن تُرْضيها وتُسْعدها، ولا تُقيدها لدرجة الاختناق.
دَعْ نفسك تستمتع بكل ما يجول بخاطرها، طالما أنه مُبَاح ومشروع، دعها تفرح وتضحك، وتفعل كل ما تصبو إليه، دَعْهَا تشعر بكل لحظة في الحياة، فأظن أن الأزمة الأخيرة التي يمر بها العالم بأكمله، علمتنا أن الحياة قصيرة للغاية، ويُمكن أن تنتهي لأتفه الأسباب، فما الداعِ من كبح جماحها، والحَجْر عليها، وسجنها داخل جُدْرَان وهمية.
فصدقوني، التواضع الحقيقي يبدأ بتواضع الإنسان مع ذاته، فلو ركزنا، سنكتشف أن الإنسان المغرُور، يبدأ دائمًا بالغُرور مع نفسه قبل الآخرين.
فحاول أن تُسْعد نفسك، وتجعلها تجول في كل ما تشتاق إليه؛ لأنها ستعيش مرة واحدة، وتلك المرة قصيرة جدًا مهما طالت.